تشهد فعاليات الأسبوع الثقافي لولاية بجاية المتواصلة بولاية تندوف، إلى غاية ال24 من الشهر الجاري، إقبالا كبيرا للجمهور الذي يكتشف جوانب من الرصيد التراثي العريق، الذي تشتهر به عاصمة الحماديين . واستقطبت عديد الأجنحة، المخصصة للتعريف بعادات وتقاليد سكان بجاية، وأخرى خصصت لتاريخ المنطقة جمهورا واسعا من الزوار، من مختلف الشرائح الاجتماعية، سيما وأن الأمر يتعلق بالمرأة الأسطورية "يما قورايا" التي تمثل جزءا هاما من التراث الثقافي والتاريخي للبجاويين. ويستعرض الوفد الثقافي لولاية بجاية، معلومات وافية عن قصة "يما قورايا" التي تعد شفيعة مدينة بجاية وحارستها، التي كافحت الإسبان في القرن 16، قبل أن تعتزل وتتصوف في قمة الجبل الذي يحمل اسمها. وسجل جناح الألبسة التقليدية التي تشتهر بها المرأة القبائلية في منطقة القبائل الصغرى، إقبالا كبيرا للجمهور الذي تعرف على الجبة القبائلية المليئة بالألوان وبرنوس العروس. كما يعرض فنانو بجاية لوحات تشكيلية فنية، من المدرستين التجريدية والتعبيرية، تعكس حياة المرأة القبائلية بصفة خاصة، في حين أبدع حرفيو هذه المنطقة الساحرة، في صناعة مختلف المجوهرات والحلي التقليدية، بمنتهى الدقة والجمال، فضلا عن تشكيل تحف من بقايا المواد وإعادة تفعيلها، وإعطائها قيمة جمالية ومادية. ولم تقتصر هذه المعارض على إبراز المخطوطات والمطبوعات والأزياء والحلي التقليدية والأدوات الحرفية المعروفة، بل عرضت أيضا منتجات تستحق الاهتمام ومنها جناح المزهريات ذات الحجم الكبير، وصناديق حفظ الحلي والمنحوتات، النقش، النحت، وغيرها من الوسائل ذات الطابع البربري المعدة بخبرة بارعة، كما استمتع الجمهور التندوفي بأنغام الزرنة التي أدتها فرقة "المراوحة" الفلكلورية لبجاية، إلى جانب العديد من الفرق العصرية، التي قدمت حفلات بالطابع القبائلي، التي تفاعل معها الجمهور وتخللتها قراءات شعرية، وجلسات تقليدية، فضلا عن تقديم محاضرات متنوعة المضامين بدار الشباب "بزطامي رضوان".