تجاوب الجمهور التلمساني كثيرا مع جمال وسحر المصنوعات التقليدية المعروضة بدار الثقافة "عبد القادر علولة" في إطار الأسبوع الثقافي لمدينة تيزي وزو بتلمسان، ومن بين الصناعات التقليدية التي عرفت إقبالا لدى الزوار هي الحلي والزي التقليدي النسوي وكذا زرابي منطقة آث هشام والفخار التي تعد من أقدم الحرف اليدوية بهذه المنطقة، وهي منتوجات تركها الأجداد وتوارثها الأبناء من جيل لآخر، كما تبرز هذه التظاهرة الثقافية الحرف التي تتفنن في أدائها النساء بمنطقة الجرجرة مثل الزرابي التي تصنعها مقابل الحلي من الفضة التي تعد حرفة ينفرد بها الرجل القبائلي حسب أحد العارضين. ويستعمل الحرفي في صناعة الحلي أشكالا تقليدية منقوشة بالرموز الجميلة وتقاطع مزينة بالمرجان وهي تجلب كثيرا النساء التلمسانيات اللواتي يرغبن في اقتناء الصياغة في مثل هذا الموسم الصيفي لارتدائها في المناسبات من أفراح وزفاف، وتعد حسب أحد العارضين منطقة آث يني بمختلف قراها ومداشرها مصدرا لصناعة الحلي الفضية القبائلية مثل تاوريرت ميمون وآيت الأربعاء وآيت لحسان واقوني، محمد وتاوريرت الحجاج. وترجع شعبية وشهرة الحلي الى خصوصية الأشكال المصممة ورموزها وألوانها المستعملة كالأزرق والأخضر والأصفر والأحمر الفاتح وتعد زربية آث هشام والواضحية الأكثر شهرة بالمنطقة مثلها مثل الحلي، حيث تعرض السيدة طاووس عدة نماذج مصنوعة بالمنطقة، مشيرة الى ان المرأة القبائلية عرفت دائما كيف تستغل الثروات الطبيعية الموجودة في وسطها وتحويلها لأعمال مبهرة، فمن وراء آلة النسيج تبدع المرأة القبائلية في إنتاج رموز تترجم واقعها اليومي مثل الفخار الذي يعتبر حكرا على النساء اللواتي يبدعن في تزيين المنتوجات التي عرفت تطورا ملحوظا بمناطق آث خير ومعاتقة وواضية وبوغني، أما جناح اللباس التقليدي المعروف محليا بالتنورة أو الفوطة وتيمحمرت وأمنديل وأقوس فيعرف إقبالا كبيرا من طرف الزوار ولم يخف الزوار التلمسانيون انبهارهم لثراء هذا التراث الثقافي حيث اقتنوا العديد من المنتوجات القبائلية لتزيين بيوتهم أو لارتداء الملابس والحلي الجميلة.