اشتكى العديد من تلاميذ ولاية بومرداس خاصة منهم المتمدرسين في الأرياف و القرى من انعدام الوجبات المدرسية لدى البعض ما يجعلهم يتكبدون عناء المتاعب والمخاطر الصحية التي قد تشكلها الأكلات التي يتناولونها من بعض المحلات، والتي غالبا ما تنعدم فيها الشروط الصحية والنظافة الملائمة ، ولأن معظم التلاميذ يقطنون على مسافات متباعدة لا يقدرون على التنقل والعودة إلى مقاعد الدراسة في الوقت المحدد، يجبرهم على البقاء بالقرب من مؤسساتهم ويلجئون إلى تناول بعض اللمجات التي تباع لهم بطرق مختلفة حسب موقع المحلات وظروف تواجدها، مما كان لهذه الوضعية تأثيرات سلبية تواجه التلاميذ وتقف أمامهم، من جهة أخرى يشتكي البعض الأخر من المتمدرسين الذين يستفيدون من المطاعم المدرسية ، من معاناتهم من الوجبات الباردة ، ما أثر على التحصيل العلمي، على العديد من هؤلاء في مشهد تراجيدي كرس مبدأ الازدواجية حتى في الوجبة المدرسية، كما أشار بعض أولياء التلاميذ إلى أن الوجبات المقدمة في بعض المدارس هي باردة وغير كافية خاصة في أيام الشتاء، حيث أكدوا أن اسم المطاعم المدرسية ما هو إلا شعار في ظل رداءة نوعية الوجبات وانعدام شروط النظافة التي يمكن أن تنقل أمراضا خطيرة للتلاميذ، ما جعلهم يدقون ناقوس الخطر، جراء الوضعية الكارثية التي تعرفها بعض المطاعم المدرسية، إضافة إلى نقص اليد العاملة المؤهلة، هذه الأخيرة بررها بعض رؤساء البلديات بضعف ميزانية البلديات وعدم قدرتها على توظيف عمال وطباخين متخصصين، حيث تعتمد المجالس الشعبية البلدية على شباب يتم توظيفهم ضمن آليات التشغيل المختلفة، ومن ثمة فهم يفتقرون إلى التأهيل والكفاءة، اللازمتين لإعداد وتحضير وجبات متكاملة، ليدفع التلاميذ الثمن، وبلغة الأرقام فإننا نجد من بين 370 مؤسسة ابتدائية بولاية بومرداس تحووز163 مؤسسة على مطاعم أي ما يعادل 44.05 بالمائة ، ومن بين 79086 تلميذ متمدرس في الولاية يستفيد 51500 من المطاعم أي ما يعادل 35 بالمائة غير مستفيدين من الإطعام و من 65 بالمائة المستفادة يوجد 45 بالمائة من المطاعم تقدم وجبات باردة رغم تجهيزها حيث جاءت دائرة خميس الخشنة في مقدمة الدوائر ب 11 مطعم يقدم وجبات باردة رغم التجهيز، أما المطاعم الغير مجهزة و تقدم وجبات باردة فتأتي دائرة يسر على رأس الترتيب ب 11 مطعم تليها دائرة برج منايل ب 7 مطاعم و دائرة بغلية ب 6 مطاعم ، هذه الوضعية قام بتشريحها تقرير أعدته لجنة الشؤون الاجتماعية للمجلس الشعبي الولائي لولاية بومرداس ، حيث أشار التقرير أن المشكل الأساسي في كل هذا هو ارتباط تسيير المطاعم بالبلديات التي يجهل بعض رؤسائها القانون والذي أدى إلى اختيار ممونين بصفة عشوائية و مخالفة للقانون و بروز ظاهرة الاحتكار ، الفرق الشاسع بين وضعية المطاعم الموجودة في الأرياف والأخرى الموجودة في المدن الحضرية ،ازدواجية المعايير من مدرسة إلى أخرى و تطبيق نظام الحصص في مدارس أخرى، تقديم وجبات باردة داخل أكياس خارج المحيط المدرسي في صورة غير حضارية ، كما تساءل معدو التقرير عن الفارق الكبير بين الإحصائيات المقدمة من طرف مديرية التربية لولاية بومرداس و الواقع المعاش .