السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، تحية طيبة لكم، بدأت مشكلتي وعمري 14 عاماً، كنت أخاف من الموت استمريت على هذا الخوف، والحمد لله تغلبت عليه، بعد فترة وجيزة عادت إلي، والمشكلة الآن ليست هنا، فقد تركت دراستي والسبب غامض في ذلك، جلست سنتين وبعدها ذهبت إلى دكتور نفسي، فأعطاني بعض الأدوية، استمريت عليها لمدة سنة وستة أشهر، وتوقفت عنها بعد توقفي شعرت بأعراض غريبة جداً، خوف من أي شيء، حتى من جهاز الحاسوب وابتعدت عن صديقاتي. أصبحت أعيش في قلق بكاء حزن لا طعم للحياة، ألم في قلبي ملازم لي أربعا وعشرين ساعة، هذا الألم يتعبني جداً، شديد قوي في قلبي. لا أدري ماذا أفعل ستقولون أني أعاني من قلق واكتئاب، ولكن لا أستطيع أن أذهب إلى دكتور نفسي من جديد، ومنذ 8 سنوات وأنا على هذه الحال لا دراسة لا أصدقاء لاشيء، فهل سيتوقف قلبي من الألم الذي أنا فيه، ومن أعراضي ألم في البطن، لا أرتاح إلا إذا ذهبت إلى طبيب مختص، وأجريت كل الفحوصات، قال لا يوجد بك أي شيء، ووزني نقص كثيرا، هذا بعض مما أعانيه أريد أن أرتاح، أرشدوني إلى الحل جزاكم الله كل الخير. الإجابة: بسم الله الرحمن الرحيم الأخت الفاضلة، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،، أعراضك واضحة لدرجة كبيرة، فبدأت بقلق المخاوف، والخوف من الموت شائع جداً وسط الناس، وقد يتحول الأمر إلى وسوسة، وهذا يؤدي إلى اكتئاب ثانوي بسيط، وأنت ذكرت أنك كنت تعانين من بعض الصعوبات، والذي يظهر لي الآن أنك وصلت مرحلة من التكيف مع حياتك وإن كان لازال لديك أعراض نفسية. الذي أقوله لكِ يجب أن تكوني أكثر ثقة في نفسك وفي مقدراتك، ولا تكوني سلبية في التفكير، وقيمي نفسك بصورة صحيحة، واكتشفي مصادر القوة الذاتية التي لديك وحاولي أن تطويرها وتستفيدي منها، هذا يؤدي إلى تناقص كبير جداً في الفكر السلبي والمشاعر التي تدفعك نحو التشاؤم. لابد أن تجعلي لحياتك معنى، هذا مهم جداً، اجتهادك في المشاركات الأسرية سيكون أمراً مفيداً وحتى وإن لم تواصلي تعليمك هنالك بدائل ممتازة جداً، حضور دورات معينة سيكون إضافة إيجابية، والذهاب إلى مراكز تحفيظ القرآن فيه خير كثير، واكتساب لمعرفة عظيمة، أنت محتاجة إلى أن تصرفي انتباهك تماماً عن أعراضك، أعراضك فيها الجانب الجسدي لكنه نفسي المنشأ، لأنك تركزين كثيراً على هذه الأعراض، فاشغلي نفسك، وهذا علاج أصيل وضروري ومهم، ولابد أن تكون لك مشاركات إيجابية داخل الأسرة، خذي مبادرات وقدمي اقتراحات، واسعي دائماً لبر والديك، هذه صحة نفسية مهمة جداً كثيراً ما نتجاهلها وقد لا نعطيها اعتباراً كبيراً، واجعلي أيضاً للتمارين الرياضية وقت في حياتك، وأي نوع من التمارين الرياضية التي تناسبك سيكون مفيداً لك، والقراءة والاطلاع والتزود بالمعارف يرفع من درجة الإدراك لدى الإنسان ويجعله أكثر ثقة في مهاراته، فعليك بهذا الجانب، كما أنك محتاجة إلى علاج دوائي بسيط، سيساعدك إضافة إلى ما سبق في الخروج والابتعاد عن هذه الحالة النفسية. ومن جانب آخر لا داعي للقلق بالنسبة للأعراض المرضية الجسمية لأن سببها نفسي، وبمجرد التخلص من المشكل النفسي، ستتخلصين تلقائيا من الآلام التي تنتابك. إذن أنت مطالبة بالتفكير الإيجابي وبالمزيد من الثقة في قدراتك، هذا مهم جداً، واسعي إلى تغيير نمط حياتك هذا سوف يعود عليك بإيجابيات كثيرة -إن شاء الله -.