عرضت مسرحية "النافورة الذهبية" التي تسلط الضوء على ويلات الاستعمار الفرنسي في الجزائر، مساء أمس الأول بالمركز الثقافي الجزائري بباريس. وتحكي المسرحية التي تمزج بين السرد التاريخي والقصص التقليدية الجزائرية، واقع نادية (جونفييف بيونو) المرأة الريفية المستعدة لتقديم جميع التضحيات من أجل تحرر بلادها من جحيم الاستعمار. ويعد هذا العمل اقتباسا لجزء من حياة الكاتبة جونفييف بيونو، التي ساند والدها الراحل كريستيان بيونو الثورة الجزائرية، بوقوفه إلى جانب جبهة التحرير الوطني وكانت والدتها هي الأخرى مناضلة في الحركة الوطنية. وأوضحت الكاتبة أن "النافورة الذهبية قصة تمزج بين الخيال والسرد التاريخي، لأهم مراحل حرب التحرير الوطني". وأخرجت المسرحية في إطار الاحتفال بخمسينية استقلال الجزائر، وعرضت لأول مرة بسيدي بلعباس في إطار فعاليات المهرجان الدولي للأدب وكتاب الشباب التي احتضنتها المدينة في 2012، وقد عرضت هذه المسرحية في جوان 2012 برياض الفتح بالجزائر العاصمة، تكريما لكريستيان بيونو، بعد مرور شهر من وفاته. للاشارة فقد كان كريستيان بيونو مدرسا في منطقة ماكودة شرق الجزائر، وكان حسب شهادة جندي سابق في صفوف الجيش الفرنسي "من بين الجزائريين ذوي الأصل الأوروبي النادرين الذين كانوا لا يطيقون قمع الاستعمار وبطشه". ولشدة إعجابه بنضال صهره موريس أودان لصالح القضية الجزائرية والذي توفي تحت التعذيب التحق به كريسيان بيونو بالحزب الشيوعي الجزائري. ومع اندلاع حرب التحرير الوطني فضل كريستيان بيونو الوقوف مع عائلته إلى جانب الحركة الوطنية بحيث أصبح مواطنا جزائريا.