قطعت عملية السلام التي بدأت في تركيا لإنهاء النزاع الكردي أمس الأول مرحلة جديدة بإعلان المتمردين الاكراد انهم سيبدأون اعتبارا من 8 ماي الانسحاب من الاراضي التركية باتجاه العراق . تأتي هذه الخطوة بعد شهر من الدعوة الى وقف اطلاق النار التي اطلقها زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله اوجلان والمسؤول العسكري لحزب العمال مراد كارايلانفي في مؤتمر صحافي في احدى قواعده الخلفية في شمال كردستان العراق، وقال أوجلان ان مقاتليه سيبدأون انسحابهم باتجاه العراق في 8 ماي وان العملية يفترض "ان تنتهي في اقرب الآجال" غير ان المسؤول اوضح ان هذا الانسحاب سيتم "ايقافه فورا" في حال تعرض المقاتلون الى هجمات من الجيش التركي ونقلت عنه مصادر إعلامية قريبة من الاكراد قوله انه "عند الضرورة سنستخدم حقنا الشرعي في الدفاع عن النفس وتنفيذ عمليات انتقامية" ولم يكشف القائد العسكري جدولا واضحا لنهاية العملية ولا ما إذا كان مقاتلو الحزب سيضعون السلاح قبل الانسحاب كما تطالبهم بذلك انقره، ويتوقع ان تدوم العملية عدة أشهر ويقدر عدد المتمردين الأكراد في تركيا بألفين يضاف اليهم 2500 في القواعد الخلفية للحزب في العراق وهذا الانسحاب المرتقب منذ عدة ايام يشكل المرحلة الثانية الملموسة في عملية السلام التي بداتها نهاية 2012 الحكومة التركية لإنهاء نزاع خلف 45 الف قتيل منذ بدايته في 1984 وأشادت واشنطن حليفة انقره ب "بالجهود الشجاعة للحكومة التركية وكافة الاطراف المعنية للعمل من اجل سلام دائم" ولم تشر وزارة الخارجية الاميركية بالاسم الى حزب العمال الكردستاني، للإشارة فقد أسس عبدالله اوجلان الحزب في عام 1978 وحمل الحزب السلاح ضد تركيا عام 1984 بهدف اقامة وطن مستقل للأكراد في المناطق الكردية من تركيا والعراق وسوريا وايران، ويسعى الحزب الآن للحصول على المزيد من الحقوق للأكراد وحكم ذاتي محدود في جنوب شرق تركيا، وتدرج أنقرةوواشنطن والاتحاد الاوروبي الحزب في قائمة المنظمات الارهابية ويعتقد انه يضم ما يصل الى ثمانية آلاف مسلح يتمركز أغلبهم في الجبال المجاورة لشمال العراق ويحظى الحزب بدعم الأكراد في تركيا وبعض الجاليات الكردية عبر أوروبا، وشهد الصيف الماضي بعضا من اعنف موجات القتال بين الحزب والقوات التركية خلال عشرة اعوام وقتل أكثر من 800 شخص خلال الفترة جويلية 2011 عند إعادة انتخاب رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان لفترة ثالثة ، واعتقل اوجلان وأصدرت محكمة تركية عليه حكما بالإعدام في 1999 ولكن خففت العقوبة للسجن مدى الحياة عندما الغت تركيا تطبيق عقوبة الاعدام في 2002، ويقبع حاليا في سجن بجزيرة إمرالي جنوبياسطنبول.