دعا الرئيس الأفغاني حامد كرزاي حركة طالبان أمس إلى محاربة أعداء أفغانستان في خطوة اعتبرت على نطاق واسع بمثابة ضربة لباكستان بعد أيام من وقوع اشتباكات بين قوات أمن البلدين الجارين، ومن المرجح أن تزيد تصريحات كرزاي من تدهور العلاقات المتوترة بالفعل مع باكستان. وتأتي تصريحات الرئيس الأفغاني في الوقت الذى تريد فيه الولاياتالمتحدة من باكستان أن تساعد أفغانستان في إقناع طالبان بالمشاركة في محادثات السلام قبل انسحاب معظم القوات الأجنبية من البلاد بحلول نهاية العام المقبل، وقال كرزاي "بدلا من أن يدمروا بلادهم يجب عليهم توجيه أسلحتهم صوب الأماكن التي تحاك فيها المؤامرات ضد الازدهار الأفغاني" مشيرا إلى أن هذه "رسالة تذكير لطالبان"، وأضاف "يجب أن يقفوا مع هذا الشاب الذى استشهد ويدافعون عن أرضهم" في إشارة إلى رجل من شرطة الحدود الأفغانية قتل مساء الأربعاء الماضي في اشتباكات على الحدود الأفغانية الشرقية مع باكستان، وأصيب جنديان باكستانيان بجروح وخرج مئات الرجال إلى شوارع بلدة أسد أباد الأفغانية أمس قرب موقع الاشتباك في احتجاج مناوئ لباكستانوالولاياتالمتحدةالأمريكية، وفي السياق نفى الرئيس الأفغاني كرزاي أمس أن تكون الأموال التي دفعتها وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية إلى الرئاسة الأفغانية تم تحويلها إلى زعماء الحرب الأفغان وذلك خلافا لما أكدته الصحافة، وأكدت صحيفة نيويورك تايمز أواخر أفريل الماضي أن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية دفعت في السنوات العشر الأخيرة إلى الرئاسة الأفغانية عشرات ملايين الدولارات التي وزعت على زعماء حرب يرتبط بعض منهم بتجارة المخدرات أو على صلة بحركة طالبان، وسارع الرئيس كرزاي إلى الإقرار بأن أجهزته تلقت أموالا من أجهزة الاستخبارات الأمريكي، وأضاف كرزاي أن هذه الأموال التي تدفع منذ إقامة الحكومة الأفغانية الانتقالية على اثر سقوط نظام طالبان في أواخر 2001 "لم توزع على زعماء الحرب بل على موظفين في الحكومة كالحراس"، وقال إن "هذه الأموال دفعت إلى أفراد وليس إلى حركات أو أحزاب" وأكد "نعطى إيصالات بكل نفقات الحكومة الأمريكية" وكانت صحيفة نيويورك تايمز أكدت أن زعيم الحرب عبد الرشيد دوستم الذى كان في عداد التحالف الذى أطاح طالبان كان يتلقى وحده 100 ألف دولار شهريا.