تم أمس الأول بقاعة ابن زيدون بالجزائر العاصمة وبحضور الصحافة، تقديم العرض الأولي لفيلم "البطلة" أول فيلم طويل للمخرج شريف عقون وبحضور بعض أعضاء الطاقمين الفني و التقني. وتدور أحداث الفيلم حول أحداث قصة الفيلم التي عادت لتستنطق مجددا الذاكرة حول مأساة العشرية السوداء من خلال ما وقع لبطلته حورية (سامية مزيان) التي عاشت على غرار الكثير من الأسر الجزائرية في تلك الحقبة تراجيدية حقيقية بعد عملية الاغتيال والتشريد التي لحقت بعائلتها. وقد تلقى الفيلم انتقادات واسعة، من بين ما يعاب على السيناريو الذي اظهر ثغرات وتفكك في البنية الدرامية عدم الالتصاق بالواقع من خلال تلك السهولة التي وجدتها البطلة في العثور على العمل والسكن والتأقلم مجددا في المجتمع متجاهلا الظروف العويصة لتلك الفترة. كما أن لفيلم لم يظهر اي أثار او صور لارهابين وكأن الأمر يتعلق بأشباح ونفس الشئ يلاحظ بالنسبة لآثار الجريمة حيث يلم يظهر اي اثر للضحايا ولا لمشاعر الحزن باستثناء مشهد المقبرة في اللحظات الأخيرة. هذا العمل الدرامي المطول الأول للمخرج لم يتمكن من تحميس المشاهد تجاه موضوع قد تم تناوله بكثرة سينمائيا في الفترة الأخيرة فكان على شريف عقون تناول القصة بنظرة جديدة ومغايرة خاصة وان موضوع الإرهاب مازال يشكل مادة دسمة للكتابة السينمائية شريطة تناولها بمزيد من المنطقية. وبالنسبة للتمثيل يعاب على بعض الأدوار الأداء المسرحي مما أثر على مصداقية بعض الشخصيات مثل دور الضابط. شارك في الأدوار الرئيسية كل من نجيب أولبصير (جلول)، وأرسلان لراري (احمد)، و عبدالله عقون (ضابط الدرك الوطني) ونجية لعراف (عواوش)، وكان التصوير من توقيع شمس الدين توزان وأنجز هندسة الصوت الذي كان جميلا كمال مكسر. التحق شريف عقون بالتلفزيون الجزائري في 1981 كمساعد أول للمخرج وفي 1990 أخرج فيلمه الأول باللغة الأمازيغية، وهو فيلم قصير من 22 دقيقة كما سبق له ايضا وان اخرج فيلما وثائقيا بعنوان "النوبة الأندلسية" بمناسبة تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية.