ذكر المدير العام للأرشيف الوطني السيد عبد المجيد شيخي، أول أمس، بتيسمسيلت بأن مؤسسته ستعمل على ترجمة رسائل لقناصلة الدول الإسكندنافية بالجزائر خلال الفترة العثمانية. وأوضح السيد شيخي، على هامش ندوة أقيمت تكريما للباحث المؤرخ الراحل يحيى بوعزيز، بأن العملية تندرج في إطار التعاون مع دور الأرشيف المتواجدة بالنرويج والدنمارك والسويد وفنلندا، حيث تم تشكيل مجموعات مختصة لتجسيد ترجمة هذه الوثائق. وأشار في ذات السياق، إلى أن الأرشيف الوطني يسعى أيضا إلى ترجمة الوثائق القديمة لبلدان من أوروبا الوسطى لاسيما خلال العهد العثماني، وأواخر فترة الثورة التحريرية المجيدة علما بأن هذه الدول كانت تساند القضية الجزائرية آنذاك. كما أبرز ذات المتحدث بأن "مؤسسة الأرشيف الوطني جسدت عمليات للتبادل مع تركيا وفرنسا في وقت سابق لكن يبقى بشكل قليل". وتسعى مؤسسة الأرشيف الوطني للحصول على نسخ من الأرشيف الذي تملكه دول أجنبية، وذلك ضمن اتصالات ومفاوضات وفق نفس المصدر. وبخصوص الأرشيف الخاص بدولة الأمير عبد القادر والذي استولى عليه الاستعمار الفرنسي، أشار السيد شيخي إلى وجود مساعي لاسترجاعه (الخاص بزمالة الأمير ومكتبته) و"نحن بصدد الحديث في الموضوع مع الفرنسيين". ولاحظ نفس المسؤول قلة الدراسات والأبحاث العلمية التي تعنى بالأرشيف ببلادنا من قبل الباحثين الجزائريين بالرغم من توفر المادة والتسهيلات، مشيرا إلى سعي مؤسسة الأرشيف الوطني إلى تنمية الذاكرة الوطنية من خلال تنمية الأرصدة الأرشيفية الموضوعة في متناول الباحثين والجمهور بصورة عامة. ولدى تدخله خلال هذه الندوة التكريمية، دعا السيد عبد المجيد شيخي إلى فتح مسابقة وطنية يتناول من خلالها الباحثون شخصية المفكر الراحل يحيى بوعزيز، الذي أسس مدرسة تاريخية جزائرية يمكن اعتبارها مرجعا للمؤرخين، لكي يستنبطوا منها القواعد الصحيحة لتاريخ الجزائر القديم والحديث على حد تعبيره. ومن جهته أوضح أستاذ التاريخ بجامعة معسكر، الدكتور أمحمد بوشريط، بأنه كان ليحيى بوعزيز منهجية خاصة في التحقيق التاريخي العلمي، فيما أبرز الأستاذ عبد القادر بوباية من جامعة وهران مساهمة هذا الباحث في كتابة التاريخ الوسيط للجزائر. كما تناول الأستاذ حاج عبد القادر يخلف من جامعة وهران كتاب "ثورات الجزائر في القرنين 19 و20" ليحي بوعزيز. وقد تميز هذا اللقاء المنظم من طرف المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية لتيسمسيلت والتي تحمل اسم يحيى بوعزيز، بتكريم عائلته مع إقامة معرض حول مسيرته العلمية.