حظي مشروع تنظيم مؤتمر دولي للأرشيفيين والمؤرخين حول »التواجد العثماني في البلاد العربية« إيجابياته وسلبياته على الشعوب العربية، بموافقة دكاترة جامعيين ومؤرخين في التاريخ العثماني، ولقي ترحيبا كبيرا لتنظيمه لتسليط الضوء على الحقبة العثمانية وجمع الأرشيف والنصوص والوثائق التي ما تزال مخزنة ودراستها، وتذليل الصعاب خاصة ما تعلق بالمصطلحات. جاء اقتراح تنظيم مؤتمر دولي حول الأرشيفيين والمؤرخين العرب حسب ما كشفه عبد المجيد شيخي مدير مركز الأرشيف الوطني خلال المناقشة التي دارت بالمجلس الدولي للأرشيف الأشهر الماضية أين تم الاتفاق على عقد المؤتمر الدولي، وهو الاقتراح الذي تقدمت به الجزائر ولقي موافقة المجلس الدولي للأرشيف، الهدف منه حسب مدير المركز الوطني للأرشيف مد جسور التواصل وإيجاد التعاون المثمر ومناقشة الأرشيف، لاسيما أن المسائل حول تواجد الدولة العثمانية في البلاد العربية ما تزال مطروحة، وتم اختيار تنظيم المؤتمر الدولي في الفترة الممتدة بين 2011 و 2012. وقد وجه مدير مركز الأرشيف الوطني في ذلك، على هامش الملتقى الدولي حول الجزائر في العالم العثماني الذي تتواصل فعالياته بجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية بقسنطينة، عدة دعوات للأساتذة الباحثين والمؤرخين والمختصين في الأرشيف، وكذا الجامعات ومعاهد التاريخ لتحضير المؤتمر. كما ستكون المشاركة على مستوى عربي، أي دول المشرق العربي ودول المغرب العربي. وقال مدير مركز الأرشيف الوطني أنه حان الوقت لتقريب وجهات النظر بين الباحثين والمؤرخين قبل أن تذهب معلوماتهم التي ينشرونها إلى الكتب المدرسية، لأن الكثير من المسائل التاريخية ما تزال محل نقاش وتناقض وما يزال المؤرخون والباحثون في التاريخ يعيشون تباينا جذريا في بعض المواقف بالنسبة للتاريخ، خاصة في مجال تحديد المصطلحات وعملية الإسقاط في المسائل التاريخية غير المبنية على معايير قيمية، وبخاصة التاريخ الجزائري، حيث معظم الكتابات التاريخية تقول أن الجزائر في الفترة ما قبل العثمانية كانت مقسّمة، وهي أفكار مغلوط فيها لتشويه ماضي الدولة الجزائرية. وفي سياق متصل، أشار عبد المجيد شيخي مدير المركز الوطني للأرشيف أن الفرنسيين استولوا على المئات من المخطوطات قبل خروجهم من الجزائر ولم يتركوا إلا القشور، مشيرا إلى الاتفاقيات التي أبرمت مع الحكومة التركية على أن تُسلم للأرشيف الوطني نسخة كاملة من الأرشيف الخاص بالجزائر في العهد العثماني واتفاقيات أخرى مع فرنسا، ولكن يضيف مدير الأرشيف الوطني أن هذه الجهود تذهب سدى لغياب الاتصال المباشر مع الباحثين لأن الكثير من الباحثين الجزائريين لا يولون اهتمامهم بالبحث التاريخي ولا يزورون حتى الأرشيف الوطني وما يزخر به هذا الأخير من رصيد تاريخي. ولم يستثن عبد المجيد شيخي دعوة الجامعيين الجزائريين والباحثين العرب من الانضمام إلى جمعية أصدقاء الأرشيف ونفض عنها غبار الركود، وإعادة تنشيطها وتحقيق عن طريقها مشاريع كبرى والقيام كذلك بعمليات تحسيسية لجمع الأرشيف الموجود في المكتبات المغلقة، والذي استعصى على الباحثين الوصول إليه بعيدا عن دهاليز الإدارة.