اعتبرت وزارة الدفاع التونسية أن التفجير الذي تعرضت له إحدى دورياتها في ولاية القصرين غرب البلاد وخلف قتيلين يعد تحولا خطيرا في مجرى المواجهات مع من سمتهم المسلحين المرتبطين بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي بينما سادت الولاية حالة من الغضب وسط مطالبات بملاحقة المتورطين، وقال بيان للوزارة إن جنديين قتلا وأصيب آخران في انفجار عبوة استهدفت سيارتهم في منطقة آهلة بالسكان قرب جبل الشعانبي عند الحدود مع الجزائر، لترتفع حصيلة القتلى في صفوف الجيش بهذه المنطقة إلى ثلاثة خلال أقل من أسبوع، وقد سادت حالة من الاحتقان مدينة القصرين على خلفية مقتل الجنديين بينما رفض أهالي أحد القتيلين حضور أي وفد رسمي خلال موكب الجنازة، وذكر راديو محلي أن أهالي أحد القتيلين وهو من مدينة الشرايع التابعة لمحافظة القصرين أخرجوا جثمان فقيدهم بالقوة من غرفة الأموات في المستشفى الجهوي وساروا به في جنازة رافضين انتظار حضور أي موكب رسمي حكومي، وكان مقررا أن يشارك في الجنازة رئيس الجمهورية المؤقت المنصف المرزوقي ورئيس الحكومة، وقد جابت المدينة مسيرتان تنديدا باستمرار انفجار الألغام وسط حالة من الخوف في صفوف الأهالي بينما طالب المحتجون بالإسراع في الكشف عن العناصر المتورطة، جاء ذلك بينما تقوم أجهزة الأمن والجيش بعمليات تفتيش منظمة لمنطقة جبل الشعانبي بحثا عن مسلحين تقول السلطات إنهم قدموا من مالي ولديهم ارتباط بتنظيم القاعدة، وكانت وحدات من الجيش التونسي قد بدأت منذ 29 أفريل الماضي عمليات تمشيط وتطويق واسعة في جبل الشعانبي الواقع على الحدود الجزائرية والممتد على مساحة 100 كلم2، وذلك إثر انفجار عدد من الألغام زرعها مسلحون وأصابت ما لا يقل عن 20 شخصا معظمهم من العسكريين خلال الفترة الماضية، وقال وزير الداخلية لطفي بن جدو في ماي الماضي إن الألغام التقليدية المزروعة في جبل الشعانبي مشابهة لتلك التي استعملها تنظيم القاعدة في أفغانستان مشيرا إلى أن كاشفات الألغام العادية والكلاب البوليسية المدربة عاجزة عن كشفها، في السياق نفسه أدانت حركة النهضة في بيان أصدرته مساء أمس الأول لجوء عناصر ارهابية الى استعمال العنف قصد ترويع الناس وتخويفهم وبالتالي فرض أفكار وأجندات لا تخدم مصالح الوطن والمواطنين وفق نصّ البيان، ودعت الحركة الشعب التونسي إلى توحيد الصفوف في مواجهة هذه المظاهر الغريبة عن مجتمعنا، من جهته أصدر حزب التكتل الديمقراطي من أجل العمل و الحريات بيانا حيا من خلاله وحدات الجيش في دفاعها عن حرمة الوطن والوقوف في وجه الإرهاب وكل المتآمرين على سلامة البلاد، واعتبر الحزب أن ما حدث من اعتداء « هو عمل إجرامي يحاك ضد كل التونسيين والتونسيات، داعيا مكونات المجتمع المدني والأحزاب والمواطنين إلى جمع الكلمة في هذه الظروف ، حسب ما ورد في البيان والوقوف صفا واحدا خلف الجيش الوطني التونسي.