أفاد بيان وزارة الداخلية التونسية أول أمس أن القوات التونسية حققت تقدما كبيرا في ملاحقة العناصر الإرهابية المتحصنة بغابات جبل الشعانبي الحدودية مع الجزائر، حيث نجحت قوات الجيش والحرس التونسي في هدم مخابئ الجهاديين المسلحين - حسب ما أورده الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية محمد علي العروي - خلال ندوة صحفية بثكنة العوينة بالعاصمة التونسية، أين المتحدث " تم إلى حد الساعة إيقاف 45 شخصا وتم القبض على آخرهم بعد نزوله من الجبل إلى مدينة القصرين وهو يعتبر أحد العناصر الفاعلة والخطيرة".كما نقلت مصادر عن العروي قوله "بعض العناصر الناشطة في ما يسمى أنصار الشريعة تنتمي إلى الجماعة الإرهابية في جبل الشعانبي"، إذ شهد جبل الشعانبي نهاية أفريل المنصرم الماضي عملية تمشيط واسعة النطاق أصيب خلالها عشرة أفراد من قوات الحرس والجيش بسبب الألغام اليدوية الصنع التي زرعها المتطرفون. وتكبد بعض هؤلاء الجنود إصابات خطيرة بلغت حد فقدان البصر وبتر الأرجل. وقد أكد الناطق الرسمي أن قاضي التحقيق نشر صور وأسماء العناصر الإرهابية المتحصنة بجبل الشعانبي ومعظمهم من الشباب ومن بينهم تلميذ واحد. مضيفا أن المجموعة تتكون من 20 تونسيا و11 جزائريا. وقد ادعى العروي أن التعرف على الجزائريين " تم بفضل التعاون والتنسيق مع السلطات الجزائرية". وأفاد ضابط في الحرس الوطني التونسي " إن الوضع الآن أصبح تحت السيطرة والخطة التي تم تنفيذها بإحكام أتت بنتائج إيجابية". موضحا في هذا الاطار أنه تم استفزازهم بشكل واضح، حيث بدؤوا ينزلون إلى وسط المدينة مما سمع لعناصر الجيش التونسي من القضاء عليهم الواحد تلو الآخر- يقول المتحدث- "خاصة بعد شد الخناق عليهم إثر إحكام الرقابة على الحدود الجزائرية". وتشمل قائمة المشبوهين المطلوبين في صلة بعنف جبل الشعانبي زعيم أنصار الشريعة سيف الله بن حسين المكنى "أبو عياض "، أين قال العروي إن عناصر من أنصار الشريعة قدمت الدعم المباشر وغير المباشر للإرهابيين في جبل الشعانبي، مضيفا أن أعضاء ينتمون للجماعة السلفية "مرتبطة بعناصر إرهابية جزائرية". وكان رئيس الحكومة المؤقتة علي لعريض طالب يوم 23 ماي الفارط خلال ندوة صحفية أنصار الشريعة ب "أن يعلن موقفا واضحا يدين الإرهاب والعنف وإلا فإن الدولة ستتصرف على هذا الأساس: تنظيم غير قانوني متورط في العنف وفي الإرهاب". مضيفا "من يتطاول على الدولة ويستخف بها ويتوهم أن الديمقراطية حلم، خاسر اليوم وغدا". للاشارة فإن الحكومة التونسية طلبت من الجزائر تقديم مساعدة لوجيستيا في محاربة إرهابيي جبل الشعانبي، وهو الطلب الذي جاء على إثر الزيارة الأخيرة المدير العام للحرس التونسي للجزائر نهاية ماي الفارط، حيث أوردت وسائل إعلام محلية طلب تونس " الدعم اللوجستي " من الجارة الجزائر دون مساعدة ميدانية في لقاء جمع المدير العام للحرس الوطني التونسي العميد منتصر السكوحي مع عدد من الوزراء والقيادات العسكرية على رأسهم قائد الدرك الوطني اللواء أحمد بوسطيلة، إذ ستقتصر المساعدة على مجالات مكافحة الألغام، عن طريق تقديم معدات النقل، التشويش وكاشفات الألغام. وطلبت بالمناسبة تونس رسميا من الجزائر المساعدة لنزع ألغام تقليدية زرعها مسلحون مرتبطون بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي في جبل الشعانبي بولاية القصرين الحدودية. كما أعلن وزير الداخلية التونسية في وقت سابق أنه سيبحث مع الجزائر إمكانية توليها وعلى سبيل المساعدة كيفية التعامل مع الألغام التي زرعتها العناصر الإرهابية بجبل "الشعانبي" في تونس وخلفت عدة إصابات في صفوف الجيش التونسي.