قرر البطالون العودة إلى الشارع من خلال تنظيم وقفة "سلمية" وطنية في ساعات متأخرة من ليلة اليوم الخميس، أمام مقرات كل الولايات والدوائر وحتى البلديات، هذا إلى جانب اشعال الشعوب وهي الطريقة التي اختارها البطالون هذه المرة للاحتجاج على الأوضاع الاجتماعية "المزرية" التي تعيشها هذه الفئة. ودعت اللجنة الوطنية للدفاع عن حقوق البطالين، في بيان لها أمس والذي تحصلت "المستقبل العربي" على نسخة منه، أعضاءها وكل المتعاطفين معها لوقفة سلمية مساء اليوم الخميس وهي الليلة التي تتزامن والاحتفال بالذكرى ال51 لاسترجاع السيادة الوطنية، أمام مقرات كل الولايات عبر التراب الوطني إلى جانب الدوائر وحتى البلديات، مع اشعال الشموع وهي طريقة خاصة اختارتها اللجنة للاحتجاج هذه المرة على أوضاع البلاد وعلى الحكومة التي لازالت تمارس سياسة الهروب إلى الأمام –حسب ما جاء به البيان ذاته- الذي أعتبر أن "الحكومة التفت على المطالب الشرعية للبطالين بقرارات فارغة من مضمونها الغرض منها تأجيل الحل وتمديد للأزمة التي يعيشها البطال خاصة والشباب عامة". كما أشار البيان نفسه إلى أن اللجنة الوطنية للدفاع عن حقوق البطالين اختارت العودة مجددا الى الشارع في ساعات متأخرة من الليل والتي تتزامن مع الاحتفال بخمسينية استرجاع السيادة الوطنية حتى تكون رسالتها "واضحة" و لتقول " هذا هو حال البطال في كل الأيام". وكان شباب ورقلةوالولايات المجاورة قد أشعل فتيل الإحتجاجات السلمية عندما خرج إلى الشارع في ال14 مارس الماضي، للمطالبة بتحسين ظروف المعيشة لسكان الجنوب، وتمكين العاطلين من الحصول على مناصب عمل، وقد حققت الوقفة الاحتجاجية التي دعت لها "لجنة الدفاع عن حقوق البطالين"، هدفها في تبليغ معاناة الشباب في الجنوب بطريقة سلمية غير مسبوقة، من حيث الإصرار على فرض مطالب ذات مضمون اجتماعي واقتصادي بقوة الشارع. وفي هذا الاطار كان قد أصدر الوزير الأول، عبد المالك سلال، تعليمات استعجالية من أجل "شراء السلم الاجتماعي" بالمنطقة، تركز على تدابير لإنعاش فرص العمل، منها تخفيض نسبة الفوائد للقروض الممنوحة لأبناء الجنوب، ومنح 20 بالمائة من صفقات خدمات الشركات البترولية إلى أبناء الجنوب، إلى جانب معاقبة المسؤولين المحليين المقصِرين في تنفيذ الأوامر الوزارية، بالاضافة لعديد الإجراءات بقصد تهدأة شباب المنطقة والبطالين تحديدا.