أجواء هادئة في ورقلة وتضارب حول تنظيم المسيرة قررت جهات اصطلحت على تسميتها " تنسيقية الشباب البطال " بولاية ورقلة تأجيل المسيرة التي كانت مقررة صبيحة اليوم بعد لقاء موسع جمعها بالسلطات المحلية ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء، حسب ما كشفت عنه مصادر مؤكدة للنصر، و هي الجهة المنشقة عن اللجنة الوطنية للدفاع عن حقوق بطالي الجنوب ، و التي أعلنت عن موقفها الرسمي بعد سلسلة من المفاوضات الماراطونية لممثلين عنها مع السلطات المحلية، في الوقت الذي يصر فيه جناح الطاهر بلعباس على التمسك بخيار المسيرة التي دعا إلى تنظيمها بداية من الساعة العاشرة من صباح اليوم انطلاقا من البوابة الرئيسية لمقر البلدية، مرورا بالشوارع الرئيسية لعاصمة الولاية، وهو ما أبقى الصمت يخيم على الشارع الورقلي مع التأكيد على حدوث شرخ كبير في الجهة التي كانت قد تبنت هذه المبادرة، و قد كان هذا التصدع على خلفية المساعي الحثيثة التي بذلتها أطراف محلية و مركزية لتهدئة الوضع و سحب ملف التشغيل و المطالب المهنية و الاجتماعية لشباب الجنوب من أيدي أطراف وصفت بالمتشددة، و التي خلص أعيان المنطقة إلى التأكيد على هامش إجتماع أول أمس على أنها تريد استغلال مشكل التشغيل كورقة لخدمة المصالح على مستوى الجهة الجنوبية من الوطن. بعثة النصر : فريد غربية صالح فرطاس تصوير الشريف قليب و استنادا إلى مصادر موثوقة فإن هذا الاجتماع دام قرابة 4 ساعات من الزمن سهرة الثلاثاء إلى الأربعاء، ضم المنتخبين المحليين، و ممثلين عن أعيان المنطقة، و رؤساء الجمعيات المحلية الرافضين لفكرة تصعيد الوضع، ، و هي الجلسة التي تم خلالها تشريح الوضع، حيث اتفق الجميع بعد نقاش مطول و ساخن على ضرورة إعطاء مهلة للسلطات المحلية و المركزية لتجسيد سلسلة الإجراءات التي اتخذتها الحكومة لصالح شبان الجنوب منتصف هذا الأسبوع، و في مقدمتها قضية التوظيف في الشركات البيترولية، و البرامج التنموية الكبيرة التي تم توجهيها لولايات الجنوب، بغرض تغيير الخارطة التنموية للمنطقة خلال السنوات القليلة القادمة، حيث أن الجلسة يضيف مصدر " النصر " تراسها رئيس المجلس الشعبي الولائي، و طالب من خلاله ممثلي المجتمع المدني بضرورة لعب دور فعال في تحسيس الشبان و تفادي الانسياق وراء الجهات التي حاولت استغلال الوضع في الجنوب لتحريك الشريحة الشبانية و إثارة الفوضى في الشارع، و هو التشريح الذي ثمن من خلاله رؤساء لجان الأحياء بمختلف بلديات ولاية ورقلة التدابير التي دعا إليها رئيس الحكومة لفائدة البطالين بولايات الجنوب، ، لأن الدراسة المعمقة للوضعية افضت إلى قناعة مشتركة تقضي بتوفير مناصب العمل في الشركات البترولية، لكن مشكل الافتقار للتكوين في التخصصات المطلوبة حال دون استفادة شبان ورقلة و باقي الولايات المجاورة من حصة السد من هذه المناصب، و هو طرح ذهب إليه رئيس بلدية تقرت في دردشة كانت له مع بعثة " النصر " ظهيرة امس، حيث اشار إلى ان بلديته تحصي أكثر من 2000 طلب عمل، لكن جل هذه الطلبات تبقى حسبه لحائزين على شهادات جامعية، و في تخصصات لا تتماشى و المناصب المتوفرة في مختلف شركات البترول، و الشبان المعنيون يطالبون بشغل مناصب نوعية في الشركات البترولية، و لو أن محدثنا أشار بالموازاة مع ذلك إلى عزوف بطالي المنطقة عن شغل مناصب اخرى في قطاعات البناء و السكن، و استدل في طرحه بفتح 250 منصب شغل في ورشات البناء لإحدى الشركات الأجنبية التي ظفرت بمشروع إنجاز مستشفى بمدينة تقرت، إلا أنها لم تتمكن من العثور على اليد العاملة الكفيلة بتفعيل وتيرة الإنجاز، الأمر الذي انعكس بصورة مباشرة على سير الأشغال، و المشروع يبقى شبه مشلول رغم مرور قرابة سنتين من انطلاقه. و حسب مصادر " النصر " فإن بعض الأطراف كانت خلال الاجتماع الموسع للمجتمع المدني مع المنتخبين المحليين سهرة أول أمس قد اقترحت تنظيم وقفة سلمية بدلا من المسيرة، لكن أعيان المنطقة ألحوا على ضرورة إلغاء الاحتجاج ، مع التوصل إلى اتفاق جماعي يقضي بتأجيل الحركة الاحتجاجية إلى غاية الوقوف على مدى شروع السلطات المحلية في تجسيد التدابير التي اتخذها مجلس الحكومة، و بالتالي تفادي " السيناريو " الذي كان وقع في سنة 2004، لأن الوعود التي كانت قد قدمت لسكان مناطق الجنوب في تلك الفترة لم تجد طريقها إلى التجسيد على أرض الواقع، و هو الهاجس الذي جعل اعيان المنطقة يلحون على ضرورة تعليق الاحتجاج و منح السلطات المحلية فرصة لتجسيد الوعود. من الجهة المقابلة أعرب جناح الطاهر بلعباس عن تمسكه بالمسيرة التي دعا إلى تنظيمها، رغم النزيف الحاد الذي تعرض له هذا التنظيم الذي تبنى لائحة الشباب البطال بالجنوب، خاصة بعد كشف أعيان المنطقة و الجهة التي اصطلحت على تسمية نفسها ب " تنسيقية الشباب البطال " عن موقفها الرسمي القاضي بضرورة تحسيس الشباب بأهمية التدابير التي إتخذتها الحكومة لفائدة هذه الشريحة، حيث ان بعض المصادر أكدت للنصر أمس ان الرجل الثاني في هذا التنظيم علي كويسل كلف رسميا بالإشراف على تنظيم المسيرة التي كانت قد تبنتها المنظمة الوطنية للدفاع عن حقوق بطالي الجنوب، و لو تطلب الأمر تسجيل وقفة أمام مقر البلدية لإثبات الحضور في الموعد المحدد.هذا و قد بدت مدينة ورقلة طيلة ظهيرة أمس هادئة تماما، حسب ما لاحظته بعثة " النصر " خلال جولة ميدانية قادتها إلى مختلف الشوارع الرئيسية بعاصمة الولاية، التي تضم المقرات الإدارية الرسمية، و المرافق الخدماتية و التجارية، التي واصلت نشاطها بشكل عادي، عكس الأخبار التي راجت حول تقلص الخدمات و الحركية التجارية بمدينة ورقلة و المدن المجاورة لها، كما لم نسجل اي انتشار أو تواجد غير عاد لوحدات الأمن في كل الشوارع، حيث اكتفت بنقاط مراقبة روتينية على مستوى تقاطع الشوارع الكبرى، منها فلسطين، الفاتح نوفمبر الذي يتوسط المدينة، و شارعي الجمهورية و الحواس المؤديين إلى مقري البلدية و الولاية، مع عدم وجود أي شيء يوحي بتنظيم مسيرة احتجاجية صبيحة اليوم.