فاضت قرائح الشعراء القدامى والمعاصرين بقصائد الإجلال والتعظيم لشهر رمضان المبارك، حيث تؤكد الروايات التاريخية، على أن معاني رمضان الهبت مشاعر الشعراء على مر العصور فصفت نفوسهم، وسمت قرائحهم، وقدموا شعراً خالداً في دنيا الأدب والفكر. حيث دأب الكثير من الشعراء إلى التنافس للاحتفاء به مديحاً وغزلاً وحباً. ولا غرو فهذا الشهر حفلت به أشعار جمة، وصار موضع اهتمام الشعراء والأدباء قديماً وحديثاً؛ كونه من أعظم المواسم الإسلامية . الشاعر الكبير محمد حسن فقي نظم قصيدة طويلة في حب رمضان زادت أبياتها على 150 بيتا ، قال فيها : رمضان في قلبي هماهم نشوة *** من قبل رؤية وجهك الوضاء ونظر الشاعر الإسلامي المغربي محمد علي السنوسي رمضان متأملا بروح المؤمن وإحساس الشاعر فتخايل له رمضان نهر ضياء تغتسل النفوس بأنواره فتشرق فيها نفخة الروح بعد أن طمرتها قبضة الطين وأسلمتها ظماؤها إلى جب سحيق. ويرسم عميد الأدب العربي طه حسين صورة أدبية للحظات الإفطار فيقول: فإذا دنا الغروب وخفقت القلوب وأصغت الآذان لاستماع الأذان وطاشت نكهة الطعام بالعقول والأحلام, فترى أشداقا تنقلب وأحداقا تتقلب بين أطباق مصفوفة وأكواب مرصوفة, تملك على الرجل قلبه وتسحر لبه بما ملئت من فاكهة وأترعت من شراب, الآن يشق السمع دوي المدفع, فتنظر إلى الظماء وقد وردوا الماء, وإلى الجياع طافوا بالقصاع, تجد أفواها تلتقم وحلوقا تلتهم وألوانا تبيد وبطونا تستزيد ولا تزال الصحائف ترفع وتوضع والأيدي تذهب وتعود وتدعو الأجواف قدني .. قدني, وتصيح البطون قطني .. قطني, ومع تعدد أصناف الطعام على مائدة الفطور في رمضان فإن الفول المدمس هو الصنف الأهم والأكثر ابتعاثا للشهية. كما نجد أمير الشعراء أحمد شوقي يصور معاني الصوم تصويرا أدبيا, فيقول في كتابه (أسواق الذهب) (الصوم حرمان مشروع وتأديب بالجوع وخشوع لله وخضوع, لكل فريضة حكمة وهذا الحكم ظاهره العذاب وباطنه الرحمة يستثير الشفقة ويحض على الصدقة, يكسر الكبر ويعلم الصبر ويسن خلاله البر, حتى إذا جاع من ألف الشبع وحرم المترف أسباب المنع, عرف الحرمان كيف يقع وكيف ألمه إذا لذع).