سيحسم الناخبون في مالي خلال الجولة الثانية للانتخابات الرئاسية التي انطلقت امس الاحد في مسألة الرئيس المقبل للبلاد والتي يتنافس فيها رئيس الوزراء السابق إبراهيم بوبكر كيتا الاوفر حظا للفوز ووزير الخارجية السابق صومايلا سيسى، حيث فتح حوالي 21 ألف مركز اقتراع أبوابه في الساعة الثامنة بالتوقيت المحلى عبر كامل أنحاء مالي أمام الناخبين المقدر عددهم ب 6.8 مليون ناخب مسجل للإدلاء بأصواتهم. ومن المقرر أن تظهر النتائج النهائية خلال خمسة أيام، إذ تجرى الجولة الثانية للانتخابات الرئاسية في مالي بعد فشل أي من المرشحين في الحصول على غالبية الاصوات التي تمكنه من الفوز بمقعد الرئاسة في الجولة الاولى التي جرت يوم 28 جويلية الماضي، حيث حصل إبراهيم بو بكر كيتا على نسبة 34،39 بالمائة من الأصوات فيما حصل منافسه وزير السابق صومايلا سيسي مرشح اتحاد الجمهورية والديمقراطية على نسبة 44،19 في المائة من الأصوات. وقد اختتم كيتا الذي يحظى بتأييد متصاعد يؤهله للفوز في الدور الثاني حملته الانتخابية أمس الجمعة متعهدا بإعادة السلام إلى البلاد التي دخلت حالة الفوضى والعنف بعد انقلاب أطاح بالرئيس أمادوتوماني تورى خلال مارس 2012 و أدى الى سيطرة جماعات ارهابية على شمال البلاد ما دفع بفرنسا الى التدخل عسكريا لمساعدة السلطات المالية على القضاء على الارهابيين و المساعدة على عودة الاستقرار لهذا البلد. وقال كيتا "أولويتي ستكون السعي ..لاتفاق سلام دائم. وسيكون هذا سلاما حقيقيا وليس سلاما زائفا". يذكر أن الجولة الأولى من الانتخابات تم تنظيمها بحضور عدد كبير من المراقبين المحليين والدوليين الذين شهدوا على "شفافية" العملية الانتخابية و"نزاهتها" اذ لم تسجل خلال الاستحقاق أي حوادث أو أعمال عنف رغم ما صدر من تهديد من الجماعات المسلحة التي سيطرت على شمال مالي قبل أن تطرد على يد القوات الفرنسية. كما شهدت الجولة الاولى للانتخابات وبشكل غير مسبوق نسبة مشاركة عالية تجاوزت 51.5% وهو أمر استثنائي في مالي في مثل هذا النوع من الانتخابات حسب المراقبين الذين أرجعوا ذلك الى رغبة المواطنين في الاستقرار وإنهاء أعمال العنف التي استمرت طوال ال 16 شهرا الماضيين.