تدفق مئات الآلف من الجزائريين على مراكز البريد منذ الصباح الباكر، لسحب اجورهم التي احتجزت في مراكز البريد بعد الاضراب الذي عرفته المؤسسة الحيوية طيلة الاسبوع الماضي، الامر الذي نغس على المواطن البسيط يومياته المتهالكة اصلا. الساعة الثامنة صباحا، المكان مركز بريد براقي شرق العاصمة، اطلالة من بعيد توحي أن اليوم سيكون استثنائيا، لمئات المواطنين الذين اصطفوا امام طابور عريض طويل، لعل وعسى يضفرون ببض "اوراق البوقرون" قد تغنيهم عن "الكريدي" لدى التجار بعد صار من "المعيب" أن تستلف من الاهل والاحباب فالمصيبة العامة والمال قليل لدى الجميع، والحل أن تجد مكانا امام المركز البريدي وأن تحمل حزمة من الجرائد وهاتفا ذكيا مملوء بالألعاب والمقاطع الموسيقية لتقتل الوقت الطويل للوصول إلى الشباك وسحب المال. وبدى الامر مشابها في المركز البريدي للحراش، اين اصطفت الجموع منذ الصباح الباكر، وكان ظاهرا أن كبار السن هم من تفوقوا على الشباب في حجز الدور، وكان كل من التقيناهم يحمل موظفي البريد المسؤولية على الانسداد الذي حصل، حيث قال العم عبد الحميد "لا يحق لهم هذا، على الاقل كانوا ابلغونا بموعد الاضراب كما ه ومتفق عليه، لكن صدفة وجدنا انفسنا في ورطة من دون مال"، اسأله لكن كان هنالك حد ادنى من الخدمة، فيرد بابتسامة طويلة ويقول "أنت ترى الان هم 6 ا و7 موظفين ولم يستطيعوا التعاطي مع الحضور، فكيف بموظف واحد اما السيول البشرية"، يقاطعه احد الشباب بالقول "إذا كان لهم حق فليعطوه لهم اما أن كانوا مقصرين ولا حق لهم فيجب توقيع العقاب عليهم، على كل فالخاسر الاول والاخير هم الموطن الغلبان". وأمام المركز البريدي للقبة الذي يعرف زحمة مهولة في سائر الايام، فقد تحول نتيجة للتدافع الكبير إلى ما يشبه قاعة سونة، فلم تنفع المبردات الكبيرة التي كانت تشتعل بأقصى قوتها في تلطيف الجو، ولحسن الحظ أن ادارة المركز وضعت عدادا الكترونيا يعرف كل زبون دوره، وكان الجميع خاصة المتأخرين يسحبون رقمهم ثم ينسحبون إلى المقاهي المجاورة حتى يحين دورهم.