واصل موظفو المكاتب البريدية عبر 15 ولاية أمس الإضراب عن العمل احتجاجا على رفض إدارة بريد الجزائر التجاوب مع مطلب الزيادة في منحة المردودية وتعديل سلم الأجور وفق مبدأ الأقدمية، وهي نفس المطالب التي يرفعها عمال المركز الوطني للصكوك البريدية المضربون منذ السبت الماضي. تعذر على الآلاف من المواطنين صباح أمس سحب أجورهم من المراكز البريدية في ولايات كل من العاصمة وبومرداس وسطيف وسعيدة وقسنطينة ومستغانم والشلف والبويرة ومكاتب بريدية أخرى من الجنوب والوسط تستعد اليوم لشن إضراب عن العمل ومواصلة الضغط على إدارة بريد الجزائر في هذه الفترة التي يشرع فيها الموظفون بسحب أجورهم، ودفع الكثير منهم إلى البحث على موزعات الدفع الإليكتروني لعلهم يظفرون بمبلغ 5 آلاف دينار لمواجهة متطلبات المعيشة، فيما اضطر البعض من سكان العاصمة التوجه إلى ولايتي تيبازة والبليدة لسحب أمواله في وقت يخشى الكثير من العمال أن يستمر إضراب المكاتب البريدية إلى نهاية الشهر الجاري ويتعذر عليهم سحب مرتباتهم. وذكر لنا عدد من العمال داخل المكاتب البريدية بالعاصمة، بعد غلقها في وجه الزبائن طيلة نهار أمس، أن حركتهم الاحتجاجية لن تتوقف إلا إذ استجابت إدارة البريد لمطالبهم، وهي مراجعة سلم الأجور والتعجيل بتسوية المنح المتفق عليها في الاتفاقية الجماعية إضافة إلى صرف منحة الإلزام الخاصة بالقابضين ومعها منح المردودية الفردية والجماعية وكذا منحة المسؤولية لرؤساء المكاتب والمنحة المتعلقة بالجرد السنوي والمنح العائلية التي لم تسوى إلى يومنا هذا. كما طالب المحتجون بتخصيص منح لكل المحاسبين وسعاة البريد ورؤساء الفرق مع طرحهم قضايا متفرقة تخص عدم تسوية الوضعية الإدارية لبعض العمال والتهميش الكلي لفئة العاملين الرئيسيين الذين لهم خبرة كبيرة دون أن يستفيدوا من حقهم في الترقية. في شأن متصل بقطاع البريد، استنكر موظفو المركز الوطني للصكوك البريدية أمس بساحة الشهداء، تصريح كل من وزير البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال، والمدير العام لبريد الجزائر اللذين اعتبرا إضراب عمال البريد غير مبرر، ففيما قال الأول إنهم يستفيدون من ''عدد هام من المزايا الاجتماعية والمهنية التي لا توجد في عديد القطاعات الأخرى، وصف الثاني إضراب عمال البريد بغير الشرعي وبأنه لا يرقى لأن يكون إضرابا، وأكد بأنه لم يستلم أي لائحة من المطالب التي يرفعها هؤلاء. واعتبر المعنيون تصريحات المسؤولين مظللة وتحجب الحقيقة حول معاناتهم، وأكدوا بأنهم لم يكونوا يوما وتحت أي ظرف من الظروف مشاغبين، وأن عمال المركز الوطني للصكوك البريدية برهنوا غير مرة على ضمان الخدمة العمومية في أصعب الظروف، وأعطوا الصورة الحسنة لقطاع البريد رغم المشاكل التي يتخبط فيها.