شهدت مختلف مراكز البريد عبر الوطن حالة من الفوضى والطوابير اللامتناهية على الموزعات الأوتوماتيكية، بعد إصابة الشبكة الوطنية للحساب الجاري البريدي بأكبر خلل. وانتابت عدد من المواطنين حالة من الهستيريا بسبب عدم تمكنهم من سحب المبالغ المالية التي كانوا يرغبون فيها. من البريد المركزي إلى الشرافة والمدنية والرويبة بالعاصمة، تكرر نفس المشهد، طيلة نهار أمس، بعد أن استمر العطب التقني لليوم الثاني على التوالي. وتنقلت ''الخبر'' إلى عدد من مراكز البريد التي تحولت إلى ''شبه حلبة'' للنزاع بين موظفي البريد والزبائن الذين راحوا يستفسرون عن مصير أموالهم وتاريخ عودة عمل الشبكة الوطنية. وفي مدخل البريد المركزي مثلا، كان الطابور الطويل يصطف فيه رجال ونساء، ويقول كمال الموظف: ''لم أفهم شيئا، هم يقولون لنا بأن الموزع الأوتوماتيكي يعمل، لكنني لم أتمكن من سحب المبلغ الذي أريده''. وأضاف آخر: ''لا نعرف ماذا يحدث تحديدا، فالموزع يمنح الأموال للبعض ولا يمنح لآخرين''. واستفسر عدد من المواطنين أمام الشبابيك، وكانت الإجابة الوحيدة: ''الشبكة معطلة ولا نعلم متى يتم تصليح الخلل''. وأعلم عدد من الزبائن بأن موزعات الأموال الأوتوماتيكية تعمل بطريقة عادية، خصوصا أن ''النظام الخاص بهذه الموزعات لم يتعطل''. وانتابت عدد من الزبائن حالة من الهستيريا بسبب تعطل كل مصالحهم، حيث راحوا يتشاجرون مع الموظفين، ويصرخون في وجوههم قائلين ''أموالنا عندكم ويجب أن تجدوا لنا الحل''. ويؤكد هؤلاء بأن ''أموالا كبيرة وتعاملات مجمدة بسبب تعطل الشبكة، ما يلحق ضررا بنا''. وقامت مصالح البريد في عدة مراكز بريدية بضخ مبالغ مالية معتبرة في الموزعات الإلكترونية، بسبب الطلب المتزايد على سحب الأموال منها.