"الكون الذي بأعماقي لا يشبه أحدا و لا يرتدي سوى ملامح وجهي المتمرّدة" تحدثت المذيعة، والكاتبة والشاعرة الجزائرية هدى درويش، في حوار لموقع "دنيا الرأي"، عن أول عمل روائي لها، "أمال..حب يبحث عن وطن" ، والتي خصصتها لفلسطين، معتبرة أن للجرح الفلسطيني نكهة خاصة ووجع أعمق من غيره، حيث تقول أن "فلسطين عاشت معي على مكتبي منذ الطفولة وعشتُ على أنشودتها اللا متناهية في الألم، وقد أفنيتُ عمر قراءاتي في تحليل شخصها وجغرافيتها وتاريخها الذي تحوم حوله الأكاذيب"، موضحة أنها حاولت من خلال هذا العمل النثري أن تسلط الضوء على حالة خاصة من المجتمع، وهي المرأة المثقفة والفنانة الفلسطينية التي تقاتل بالدمع والحبر واللحن والكلمة، بعيدا عن ذلك التصوير الكلاسيكي المتعارف عليه أدبيا في الكتابة عن فلسطين. وعن فحوى الرواية تقول المتحدثة أنها تدور حول قصة شاعرة فلسطينية قبل عشرات السنين، مضطهدة بين دروب السياسة والجوسسة والإبداع، في رسالة أرادتها درويش أن تسلط الضوء على ما يعيشه آلاف الفنانين الشباب بفلسطين من مضايقات وخنق للحريات، "خصوصا رائدات الفن لأنّ نضالهنّ يستحق هذا التكريم الأدبي ولأنّه لا يقل عّما يدور في ساحات الوغى"، مضيفة أن "ما أردت أن أتميز به بشكل خاص هو أنني أكتب عن هذه الحالة الخاصة التي قلما كُتبَ عنها من قبل". وفي سؤال عن سر توجهها كشاعرة لكتابة الرواية، تقول هدى درويش "أراه على طريقتي دخولا إلى الأدب من بابه الواسع، ليس هنالك في رأيي من هروب من الشعر إلى النثر، أو من تناقض بينهما، فقط هنالك نثر شعري وشاعرية نثرية، أي تكامل وتنوع في تجربة الكتابة"، مؤكدة أنها لا تحاول تقليد أحد، بل دائما تنتمي لنفسها وهذا الانتماء يشعرها أنها ملكة عالمها، وعلى حد تعبيرها، الكون الذي بأعماقها لا يشبه أحدا ولا يرتدي سوى ملامح وجهها المتمرّدة، مكونة بذلك "بورتريه خاصا بها سيكون بصمتها الواضحة التي تتركها في ذهن كلّ من يقرأ عن وجع الإنسان ودمع النساء و قصص الحب و الصورة و الوطن". ودعت الشاعرة في الحوار ذاته إلى وضع إستراتيجية متكاملة وتنظيف وتطهير للساحة من الهجوميات الفارغة والنقد الحقود غير البنّاء، وكذا من المحسوبين زورا على الثقافة، الذين شكلّوا الحاجز الأساسي في نظرة القارئ الجزائري إلى كلّ ما ينشر على أساس الرداءة، موضحة أنه "ينقصنا تكوين للناشر والقارئ ليكون لكلّ مدينة بلياد من زبدة مثقفيها، فضلا عن مقاهي و نوادي أدبية حقيقية، لا لفضاءات وهياكل ثقافية فارغة الروح والمحتوى"، مشددة على الحاجة إلى تنمية فكرة الثقافة في المدارس، وفق مخططات عميقة وفعالة للنهضة بواقع الثقافة في الجزائر. وختمت المتحدثة الحوار بالإفصاح عن جديدها، وهو رواية سترى النور ببيروت بداية العام المقبل، تحت عنوان "نساء بلا ذاكرة"، وهي رواية تحكي معاناة المرأة، وتحاكي همومها بداية بالمجتمع الوهراني إلى تونس إلى باريس، وهنالك نبذة عن المرأة في لبنان، وعنها تقول درويش "سأفصح عن المزيد من التفاصيل في الوقت المناسب".