أوصى المؤتمر السنوي لمجمع اللغة العربية في القاهرة بضرورة العمل على وضع تخطيط لغوي لقضية التعريب في ضوء السياسة اللغوية والقرار السياسي الملزم، والتنسيق بين المجامع في وضع المصطلحات العلمية. وأكد المؤتمر في ختام أعماله أمس الأول ضرورة التنسيق بين النظام التعليمي والإعلام اللغوي من جهة وجمعيات حماية اللغة العربية من جهة أخرى في معالجة الرموز العلمية. وطالب بضرورة العمل على توحيد الجهود التي تقوم بها المجامع اللغوية والاتحادات العلمية والمنظمات العربية والمترجمون والباحثون والأكاديميون والإعلاميون حتى لا تتعدد مناهج التعريب. المحتوى الرقمي وشدد المؤتمر على أهمية العمل على زيادة نسبة المحتوى الرقمي بالعربية على مواقع الشبكة الدولية (الإنترنت)، مما يتطلب جهودا كبيرة على المستوى اللغوي، وعلى مستوى تقنية المعلومات ودراسات المستفيدين.
وناشد وزارات التعليم العربية أن تهتم بوضع منهجية وظيفية جديدة في إعداد المعلمين وتأهليهم وتدريبهم تركز على كيفية استخدام الفصحى الميسرة، وعلى الجوانب التطبيقية العملية في تعلمها. كما أكد المؤتمر أهمية النظر إلى التعريب بوصفه قضية حيوية ومصيرية للغة وللمجتمعات العربية، من أجل تحقيق تنمية شاملة خاصة في المجال البشري. ووافق من حيث المبدأ على المضي بخطوات إنجاز الشهادة الدولية في اللغة العربية, وأوصى بأن يحال الأمر إلى اتحاد المجامع اللغوية بوصفه مشروعا يهم الوطن العربي كله لاتخاذ الخطوات العملية الكفيلة بإنجازه على وجه السرعة. وأبدى المؤتمر موافقته كذلك على ضرورة إنشاء مراكز بحثية تربط بين جهود المجمع من ناحية، وجهود كلية التربية بجامعة عين شمس من ناحية أخرى. ازدواجية اللغة ومن ناحيته، أكد عضو المجمع المراسل من روسيا فاليري كوستين أن من بين الصعوبات التي يصادفها التعريب ازدواجية اللغة في كل البلدان العربية بين الفصحى والعامية أو الدارجة. ولفت كوستين إلى أن اللغات الأجنبية لا توجد فيها هذه المشكلة لأن لغة الكتابة والقراءة والكلام واحدة. ونوه -في حديث للجزيرة نت- بأن الجهد الكبير الذي يبذله مجمع القاهرة والمجامع الأخرى جدير بالثناء والاحترام كونه ضمانة لنيل الأهداف المطروحة في مجال التعريب. وقال عضو المجمع المراسل من السودان حسن صادق بشير إن هناك عوائق كثيرة أمام الهدف الخاص بالتعريب الشامل، منها غياب الإرادة القوية المؤمنة بالقضية على مستوى النخب وصناع القرار والشعب العربي. وطالب بشير -في حديث للجزيرة نت- القادة العرب بإصدار قرارات سيادية بالتعريب الشامل، وتنظيم دور رسالي لغوي للسفارات العربية بالخارج بحيث تحتضن مواسم ثقافية ومكتبات ورقية وأخرى إلكترونية ومعاهد لتعليم العربية للناطقين بغيرها. وقالت أستاذة اللغويات في كلية الآداب بجامعة القاهرة وفاء كامل فايد إن التعريب ظاهرة من ظواهر التقاء اللغات وتأثير بعضها في الآخر بميادين الثقافة والاقتصاد والتجارة أو غير ذلك من أنواع الاتصال. وكانت الدورة الثمانين للمؤتمر السنوي للمجمع اللغوي قد ناقشت على مدى أسبوعين قضية التعريب من خلال 22 بحثا علميا في 19 جلسة علنية ومغلقة، بمشاركة أكثر من 85 خبيرا من 14 دولة عربية وأجنبية.