أسدل، أمس، الستار رسيما، على الحملة الانتخابية لرئاسيات 17 أفريل 2017، بعد ثلاثة أسابيع من "المهرجانات" الانتخابية ومن زيارات قادت المترشحين إلى معظم ولايات الوطن، لشرح برنامجهم وأفكارهم، في وقت تخللها صراع التصريحات والعنف و"التخلاط" طيلة أيام الحملة. انتهت الحملة الإنتخابية رسميا كما تنتهي كل الأشياء المصنوعة، وتركت في لا شعور الرأي العام انطباعا مخيفا يبعث على القلق مما بعد "الحملة" التي رافعت فيها المترشحون من أجل إقناع المواطنين بالمشاركة القوية في الانتخابات أكثر من محاولة شرح برامجها وإقناعهم بها، لكن وعلى الرغم من الجهود التي بدلها المترشحون إلى أن متتبعون وصفت الحملة بالمحتشمة. وفي حدود منتصف ليلة أمس غلقت حملة الدعاية للانتخابات الرئاسية، ومعها انتهت المهرجانات الشعبية والحملات الجوارية ليركن بعد ذلك المرشحون السنة لراحة إجبارية في انتظار موعد الاقتراع يوم الخميس المقبل. فطيلة 21 يوما وقادة الأحزاب والمرشحون يصرخون في مهرجانات وتجمعات شعبية شرقا، وغربا شمالا وجنوبا في حملة قيل أنها "غريبة" لانتخابات "غامضة " هي الأخرى لأنها شهدت العديد من التخلاط والعنف والتجاوزات حيث يمكن لأي متابع لأطوار الحملة الدعائية للانتخابات المقبلة أن يسجل دون كبير عناء أن المترشحون ركزوا على نقاط بعينها واضحة للجميع كرروها في كل تنقلاتهم، تتراوح بين الدعوة لمشاركة قوية في الانتخابات والتحذير من المقاطعة، والتخويف من التيار الإسلامي بالنسبة للبعض، والخوف من التزوير والمطالبة بضمانات اكبر وأخيرا الحديث عن الاستعمال المفرط للمال الفاسد والمشبوه، وبالرغم من كل هذا فإن العديد من الجزائريين سواء ممن عبروا عن استعدادهم للإدلاء بأصواتهم يوم الاستحقاق أو حتى المقاطعين لم يخفوا توجسهم من لحظة الاعلان عن الرئيس القادم للجزائر في ظل قوة الشد والجذب التي شهدتها الحملة الانتخابية المنتهية، والتي غذاها تصريحات لمختلف الأطراف السياسية بالعمل على افساد الانتخابات بالنداء للمقاطعة يوم الاقتراع أو التهديدات الصريحة لبعض المترشحين بالتلويح بملف التزوير في حال فشلهم في اعتلاء كرسي المرادية.