قال تعالى: وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّن دَعَآ إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ. والدعوة إلى الله عز وجل، والعمل الصالح، والإعلان عن الموقف الصادق الذي هو موقف التسليم لرب العالمين، هي بنود الاستقامة التي تجعل الحياة طيبة. الاستقامة هي استقامة السلوك بأن نتعاون مع إخوتنا، وأن لا يصلهم منا سوء حتى وإن كان من ألسنتنا. وَلاَ تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلاَ الْسَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ. ثمة آيات بينات من سورة هود جمعت في تضاعيفها خلاصة تجارب الأنبياء عليهم السلام، وموجز الدروس التي من الممكن استلهامها من حياتهم، وقد بدأ الحديث عن هذه التحارب والدروس بقوله عز من قائل: وَلَقَدْ ءَاتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ.