يشهد القطاع السياحي في المدية، انتعاشا كبيرا في السنوات الأخيرة، لاسيما بعد استتباب الأمن، بعيدا عن أي استراتيجية جادّة من القائمين على القطاع بالولاية، حيث باتت تقصد مناطقها الخلابة وتحج إليها أمواج بشرية، خاصة من الولايات المجاورة التي بوسع مواطنيها العودة في يومهم إلى منازلهم، على غرار كل من البليدة، العاصمة، بومرداس، تيبازة، عين الدفلى، ناهيك عن المناطق الداخلية بالمدية، وذلك للاستمتاع بمناظرها الخلابة التي سحرت الكثيرين من هوّاة السياحة الغابية، الذين باتوا يجدون راحتهم في أحضانها، على غار مناطق الحمدانية أو ما يسمى بمنطقة "الفخار" الواقعة بين جبال الشريعة، وكذا بحيرة "الضاية"، أو البحيرة "المعلّقة" كما تسمى ،والتي تتوسط قمم جبال "تمزقيدة" الشامخات على ارتفاع ناهز ال1500متر عن سطح البحر، وكذا منطقة "تبحرين" التي تشد إليها حتى السواح الأوربيين، وغيرها من المناطق الأثرية والطبيعية، على غرار كاف لخضر الذي يصلح لأن يكون محمية بامتياز، نظرا للتنوع البيولوجي والنباتي الذي تزخر به المنطقة المحاذية لآثار مدينة "آشير"، التي سبق تأسيسها تأسيس العاصمة وذلك من قبل "زيري بن منّاد الصنهاجي"، لكن تبقى النقطة السوداء في كلّ هذا البياض الطبيعي الأخضر هو غياب الخدمات الفندقية بعاصمة الولاية، فضلا عن مدنها الداخلية، حيث لا تتوفر سوى عن فندق واحد من ثلاث نجوم، كثيرا ما يضيق بنازليه، لاسيما أيام الملتقيات الدولية والوطنية، ناهيك عن نزول فريق أولمبي المدية به عشية كل لقاء ليجد ضيوفه أنفسهم مضطرين لقضاء ليلتهم بفندق البرواقية، أو أحد فنادق العاصمة أو البليدة، الوضع الذي يتطلب من السلطات الولائية، وكذا القائمين على القطاع السياحي التفكير في توفير أساب الراحة والمرافق الضرورية بالأماكن الطبيعية السياحية، وكذا إنشاء حظيرة فندقية لاستقطاب عدد السواح أكبر لاسيما المقيمين منهم.