لا تزال السياحة الداخلية بالبليدة تفتقر إلى الهياكل الضرورية، كما أن تلك الموجودة بالمنطقة لا تستجيب للقدرات الطبيعية التي تتوفر عليها الولاية في هذا المجال، حيث تتربع على كنوز سياحية قل نظيرها في العالم. ومن الإمكانيات الطبيعية للسياحة بهذه الولاية تلك المناظر الخلابة بالمناطق الجبلية على غرار مرتفعات ''يما حليمة'' بحمام ملوان وشلالات بلدية صوحان أو بحيرة ''الضاية'' و''سيدي ابراهيم'' بعين الرمانة ومنبع القردة بمنطقة الحمدانية بالشفة أو الحمامات المعدنية والأودية والشلالات الطبيعية، بين حظيرة الشريعة ومنطقة حمام ملوان، ومنبع القردة بالشفة التي تشكو، حسب زائريها، من نقائص فادحة في الهياكل، مما يجعلها بعيدة عما يرجوه السياح الطالبون للراحة والاستجمام. وحسب المعلومات التي تحصلت عليها ''المساء''؛ فإن الفنادق المتوفرة لا تتجاوز طاقة استيعابها 539 سرير، وهذا إذا توفرت بهذه المناطق السياحية التي تشهد توافدا كبيرا للسياح من مختلف مناطق الوطن وخارجه،حيث تغيب نهائيا ببعض المناطق السياحية بالولاية كبحيرة الضاية بعين الرمانة وحمام ملوان والشريعة، في ظل غياب استراتيجية من طرف السلطات المعنية؛ فمنطقة الشريعة التي تعد قطبا سياحيا ذا أهمية كبيرة، تحتاج إلى التهيئة لإعادة الحياة لمنشآتها التي بنيت في الثمانينات، والتي تعرضت لعمليات التخريب خلال العشرية السوداء كمخيم ''الإيمان''، الذي كان يستقبل أعدادا هائلة من السياح، كما استقبل العديد من الشخصيات العالمية والرؤساء، ليتحول الآن إلى هيكل معطل ينتظر من يبعث الحياة فيه من جديد. كما يشهد نادي التزحلق الذي تنتشر به المحلات الفوضوية نفس الحالة، حيث تشوه المنظر الجميل لهذا القطب الطبيعي بحظيرة الشريعة إلى جانب غياب التهيئة الضرورية لمسلك التزحلق الذي زود بتربة غير مناسبة لطبيعة المنطقة، مما يساهم في الذوبان السريع للثلوج التي تستقطب الرياضيين من خارج وداخل الوطن، فضلا عن تعطل الكراسي المعلقة التي كان من المفروض أن يتم إصلاحها مع انطلاق تشغيل المصاعد الهوائية التي تم تجديدها بتكنولوجيا فرنسية في غاية الجودة. كما تبقى الكثير من المناطق السياحية الأخرى دون المستوى المطلوب من الاهتمام على غرار منطقة حمام ملوان التي تعد منطقة سياحية بمعايير دولية؛ فهي تتوفر على المياه المعدنية العذبة والمالحة، إضافة إلى الطبيعة العذراء التي تستهوي الكثير من السياح الذين يفضلون السياحة الجبلية على السياحة الساحلية؛ فالمنطقة تشكو من ضعف الهياكل السياحية والمرافق الخدماتية التي يستوجب توفرها والتي يجب أن تستجيب للمعايير الدولية في الجانب الفندقي والخدماتي. أما منطقتا منبع القردة بشفة وبحيرة الضاية بعين الرمانة لازالتا تعانيان من هذا الجانب؛ فنظرا لموقعهما الجغرافي المناسب بين حدود ولايتي البليدة والمدية؛ فإن كل من يسلك هذا الطريق لا يمكنه تفويت فرصة الاستمتاع بمناظر الجبال المحيطة بهذه البحيرة وكذا الوديان المحاذية للطريق، ومشاهدة القردة التي تتجول بين السياح دون حرج، الأمر الذي يتطلب - حسب المختصين - تشييد، على الأقل، قرية سياحية لاستقطاب السياح والاستغلال الأمثل للمكان وغيره من الأماكن السياحية بالولاية، التي تبقى عاجزة عن تأدية دورها السياحي مع استمرار تهميشها وعدم استفادتها من برامج استثمارية لإنعاش السياحة بالولاية.