تحدث الكاتب، حبيب مونسي، في حوار جمعه بجريدة "الآن" عن واقع النقد في الجزائر، والذي قال فيه، بأنه واقع يسوده نشاط نقدي معتبر يتقاسمه النقاد الأكاديميون والصحفيون، إلا أن هذا النشاط كما جاء على لسان مونسي، يحتاج إلى قليل من التنظيم خاصة وأننا لم نؤسس بعد لتقاليد نقدية في التعامل بين المبدع والناقد. وعرج صاحب كتاب "نظريات القراءة في العصر المعاصر" إلى الشعر الجزائري الذي هو شبيه بالشعر العربي، واصفا إياه بالمسكون بالتناقضات. ويرى الأستاذ بجامعة سيدي بلعباس أن العودة القوية للقصيدة العمودية تكتب أزمة الشعر الحر الذي ظل سجين الذاتية والغنائية المفرطة في الغموض. خاصة وأن، هناك مخاض عسير على مستوى الشعر العربي ولكن الأحداث الجارية على الصعيدين الاجتماعي والسياسي تساعد على عودة النبرة الخطابية التي تحسن القصيدة العمودية استغلالها لمخاطبة جمهورها. وعما إذا كانت الحداثة قد أرست بضلالها على الأدب، صرح الدكتور مونسي قائلا:" لا بد أن نفهم أولا معنى الحداثة. إذا فهمناها بأنها نسق ثقافي وحضاري جرى على الناس شرقا وغربا، وأن هذا النسق أفرز أفكارا ومقولات، وأنه بشر بحلول ومستقبل. فإن الحداثة بهذا المعنى كائنة وآثارها واضحة في كل الاتجاهات سياسيا واقتصاديا واجتماعيا ودينيا... ولكن الخطر حينما نعتبر الحداثة منهجا ونحاول أن نجد فيها جملة من الخطوات التي يجب علينا أن نسلكها لفهم واقعنا وإفرازاته المختلفة فنا وفكرا وأدبا." وفي الأخير، عرج الدكتور إلى مواضيع الجنس التي اكتسحت عوالم الرواية والتي اعتبرها عقدة غربية في الأساس وأصبحت مشكلة تهدد الرواية العربية لأن غرضها ليس السرد بقدر الإثارة.