سمة هذه الشريعة بأنها شريعة السماحة ورفع الحرج. قال سبحانه: مَا يُرِيدُ اللّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ. قال الشاطبي: إن رفع الحرج مقصود للشارع في الكليات، فلا تجد كلية شرعية مكلفاً بها، وفيها حرج كلي أو أكثري البتة. مقتضى قوله: وما جعل عليكم في الدين من حرج. ومن نتائج الوسطية العدل في الحكم، فلا إفراط ولا غلو ولا إكفار، ولا جفاء. وكذلك لا تفريط ولا جور ولا تساهل. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: الجاهر بالقرآن كالجاهر بالصدقة، والمسر بالقرآن كالمسر بالصدقة. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين، ومن قام بمائة آية كتب من القانتين، ومن قام بألف آية كتب من المقنطرين. وقال صلى الله عليه وسلم أيضاً: إن الرجل الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخرب. رواه البغوي من حديث ابن عباس رضي الله عنهما وقال الترمذي هذا حديث صحيح.