مردودية الموظف الجزائري ضعيفة ومواقع التواصل الاجتماعي زادت الطين بلة لا تزال العديد من الانتقادات توجّه لشبكات التواصل الاجتماعي من خلال جل السلوكيات التي تنّم عن سوء استغلال محتويات الانترنت، بشكل صار يؤثر على عدة جوانب حياتية طالت حتى المردودية في العمل، ليصبح الفايسبوك نقمة على أرباب العمل. حميدة. ب تعّد شبكة الانترنت من الضروريات التي تحتاج إليها العديد من الوظائف، إلى درجة أن البعض منها يعرف تعطلا في العمل إذا حدث أي انقطاع في هذه الشبكة، لكن وبعد أن صارت مواقع التواصل الاجتماعي جزء لا يتجزأ من يوميات المواطن الجزائري، لا سيما بعد تحرير الجيل الثالث للإنترنت، صار وجود شبكة الانترنت، واستخدام مواقع التواصل الاجتماعي مشكلا مطروحا في مختلف مكاتب العمل، كون أغلب الموظفين صاروا يقضون جزء كبير من ساعات العمل منشغلين بدردشات مختلف مواقع التواصل الاجتماعي في مقدمتها الفايس بوك، أكثر من انشغالهم بأداء المهام الموكلة إليهم في إطار وظيفة. * "لا أستطيع العمل إلا وصفحة الفايسبوك مفتوحة" هجيرة عاملة بإحدى المكتبات الخاصة تقول حول الموضوع: "عادة ما نفتح الفايسبوك بمجرد إشغال جهاز الكمبيوتر لأن عملنا يتطلب منا أحيانا التواصل مع بعض الشخصيات الأدبية"، وبخصوص تأثير الدردشة المفرطة على العمل فترد ذات المتحدثة مؤكدة، أن كل العمال الذين يسهل احتكاكهم بشبكة الانترنت لا يفوتون عليهم الدردشة على الفايسبوك، ولكنها لا تذكر أن ذلك عطّل من العمل يوما أو أخّل به. "أنا لا أستطيع العمل إلا وصفحة الفايسبوك مفتوحة"، هذا ما أكده لنا أحد العمال بمؤسسة خاصة فالفايسبوك بالنسبة له وللعديد من زملائه في العمل، محفّز كبير وهو يكسر روتين ساعات الفراغ، وحسب العامل المتحدث فإنه لا يؤثر على العمل مادامت الدردشة تتم قبله أو بعده، وهو تقريبا ما صرحت لنا به سمية عاملة بروضة خاصة فهي لا تستطيع الجلوس أمام شاشة الكمبيوتر دون استعمال موقع الفايسبوك ، تضيف قائلة: "لا يمكنني أن أبدأ العمل دون أن أتعرف على الجديد الذي طرأ على صفحتي الخاصة، وأقرأ الرسائل الجديدة أو أتعرف على الأصدقاء الجدد". * مؤسسات تجعل التواصل عبر الفايسبوك أثناء العمل سببا للطرد.. ومشكل استخدام مواقع التواصل الاجتماعي أثناء وقت العمل، هو موضوع مطروح داخل مختلف المؤسسات عبر العالم نظرا لوجود عديد الدراسات والإحصائيات التي تفيد بأن هذه المواقع تأخذ حيزا معتبرا من وقت الموظف، ما يؤثر على مردوديته في العمل. وتشير العديد من الدراسات أن المؤسسة الجزائرية مهما كان حجمها تعاني من تواضع جودة إنتاجيتها، وأن إنتاجية العامل الجزائري لا تتعدى 22 دقيقة في اليوم من إجمالي 7 ساعات التي يقضيها في مكان عمله، وتشير تقديرات أخرى إلى أن انتاجية العمل في سوق الشغل الجزائرية، لا تتجاوز 33 بالمائة، وهذا في السنوات الأخيرة، وهو ما جعل مدراء المؤسسات الجزائرية يتخوفون من تراجع هذه الانتاجية أكثر مما هي عليه حاليا بسبب تزايد انشغال موظفيهم بمواقع التواصل الاجتماعي. وفي هذا الشأن سعى العديد من المسؤولين عن العمال إلى إصدار قرارات تمنع الموظفين من تضييع الوقت من خلال الدردشة على موقع الفايسبوك، حيث من يثبت عليه فإنه يعرّض مرتّبه للخصم، وفي حال تكرّر نفس السلوك فسيكون الموظف مهددا بالطرد من العمل، وهي التعليمات التي فرضت على كثير من العمال في بعض الشركات الخاصة. * مدراء عاجزون عن حجب الفايسبوك عن الموظفين بسبب تقنية الجيل ال3 تباينت أراء بعض المسؤولين حول مدى إمكانية منع مواقع التواصل الاجتماعي في العمل، حيث أوضح مشرف على عيادة خاصة أن الفايسبوك قد أصبح محظورا في مؤسساتهم من خلال بعض عمليات المداهمة التي تكون بصورة فجائية، كما أشار بعض العمال أن مسؤوليهم عمدوا إلى فرض بعض أشكال المراقبة على غرار الزيارات المفاجئة للمكاتب، وجعل عدد من الموظفين في فضاء واحد بحيث ما يفعله أحد يعلم به الآخر. لكن وبعد إطلاق تقنية الجيل الثالث في الجزائر، لم يعد بإمكان مختلف المؤسسات وأرباب العمل فرض الرقابة على الموظفين وإلحاق العقوبات بهم في حال استخدامهم لمواقع التواصل الاجتماعي خلال ساعات العمل، باعتبار أن "الفيس بوك" و"تويتر" وقوقل+" و"فيبر" وغيرها موجودة في الهواتف النقالة للموظفين، وبالتالي لا يمكن للمدراء مراقبة الهواتف باعتبار ذلك تعديا على الخصوصية. وهو ما زاد من استياء المسؤولين لا سيما في المؤسسات الخاصة، الذين اعتبروا أن "الأمر صار لا يطاق". * مواقع التواصل الاجتماعي وسيلة لنجاح المؤسسة.. من جانب آخر تحرص بعض المؤسسات حسب ما أكده مدراءها ل"الآن" على توفير خدمات الانترنت وبالضبط مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة لموظفيها، رغبة منهم في الاستفادة من الامتيازات التي توفرها هذه المواقع، بهدف تعين موظفين جدد، أو زيادة معرفة الناس باسم الشركة أو زيادة المبيعات. وبذلك يمكن الاتصال مباشراً مع الناس وبالتالي الوصول إليهم بطريقة مباشرة وأسرع من صفحة الإنترنت التقليدية.