ال السيوطي: أخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: وعلى ربهم يتوكلون، يقول: لا يرجون غيره. وقال أبو الحسن الخازن في قوله تعالى: وعلى الله فليتوكل المؤمنون، التوكل تفعل من وكل أمره إلى غيره إذا اعتمد عليه في كفايته والقيام به، وقيل التوكل هو العجز والاعتماد على الغير، وقيل هو تفويض الأمر إلى الله تعالى ثقة بحسن تدبيره، فأمر الله عباده المؤمنين أن لا يتوكلوا إلا عليه، وأن لا يفوضوا أمرهم إلا إليه. قال تعالى: فتوكل على الله، أي فاستعن بالله في أمورك كلها وثق به، ولا تعتمد إلا عليه فإنه ولي الإعانة، والعصمة، والتسديد، والمقصود ألا يكون للعبد اعتماد على شيء إلا على الله تعالى في جميع أموره، وأن المشاورة لا تنافي التوكل. يقول ابن عاشور في قوله: التوكل حقيقته الاعتماد، وهو مجاز في الشروع في الفعل مع رجاء السداد فيه من الله، وهو شأن أهل الإيمان، فالتوكل انفعال قلبي عقلي يتوجه به الفاعل إلى الله راجياً الإعانة، ومستعيذاً من الخيبة والعوائق، وربما رافقه قول لساني وهو الدعاء بذلك.