وهو عثمان بن عبد الرحمن بن زيان العبد الوادي، من ملوك الدولة: العبد الوادية، في تلمسان، بويع في زمانه وذلك في القرن الثامن هجري. قال خير الدين الزركلي في الأعلام: كان قد سكن الأندلس بغرناطة تحت ملوك من بني الأحمر، عبر البحر فاستقر بالحضرة المرينية في دولة المولى أبي الحسن، يرسل في السرايا والحصص، وهو مرؤوس، تحت حكم قائد الجيش. وبعدها أقام بتلمسان، فتحرك إليه السلطان أبو عنان المريني من فاس، فالتقى الجمعان بأنجاد، وفر عثمان وأخفى نفسه، وأزال عنه ثياب الملك، وركب على أتان، فلقيه من يعرفه، فقبض عليه وأتى به إلى أبي عنان، فقال له الفارس الحسن الثقافة عبو بن الحسن بن زائدة: بايع لمولانا، فامتنع، فأخذ بلحيته وجذبه منها ليبايع، وضربه لاثقة علال بن محمد برأس سيفه في فيه فأدماه، فقال للسلطان أبي عنان، أيها السلطان لا يليق بالملوك أن يفعلوا بالملوك أمثالهم مثل فعلك معي، فاستحيى منه، وأمر بحبسه، ثم أمر أبو عنان بقتله، فقتل.