إن حياة المسلمين تقوم على العمل البناء والإنتاج والكفاح، والإسلام نظام يحث أبناءه على التقدم والتطور مع مسيرة الأيام، بل مع الساعات، ففي الأثر "ما من يوم ينشق فجره، إلا وينادي فيه ملك يا ابن آدم أنا خلق جديد وعلى عملك شهيد فتزود مني فإني لا أعود إلى يوم القيامة". إنه دين يدفع أبناءه دائماً إلى مسابقة الزمن، ويعتبر الجمود والتوقف عن ركب الحياة خسارة وغبنا، ويعتبر التخلف عن مسيرة التنافس ولو يوماً واحداً ذنباً يستحق عليه صاحبه المؤاخذة والعقاب وأن من تساوى يوماه فهو مغبون، ومن كان آخر يومه شرهما فهو مهضوم، والمسلم يبدأ يومه من صلاة الفجر يعمل لدينه ولدنياه وأخرته ولحياته كلها، فمن لم ير الزيادة في نفسه فهو إلى النقصان، ومن كان إلى النقصان والتخلف فحياته ومستقبله في خطر. والمقصود من هذا، أن الفرد المسلم يجب أن يتطلع في حياته دائماً إلى الأمام ويجب أن يكون تطلعه للأفضل والأسمى دائماً، فإذا خطا اليوم خطوة واحدة، فإن عليه أن يخطو غدا خطوتين، وبعد غد ثلاث خطوات، وهكذا في مسيرة تصاعدية إيجابية، والأمة التي تلتزم بهذه الأخلاق لا يستطيع أحد أن يغلبها.