وهو المؤرخ المتميز، والخطيب الثائر، والفصيح المتفرد، والمناضل المشرق، ساهم في التصدي للاستعمار الفرنسي عبر أفكاره التي كانت أقوى من الرصاص، وأكثر تأثيراً من القنابل، حيث كانت فرنسا تدعي في ذلك الوقت أنها تدافع عن حقوق الإنسان والمواطن، ولكنها كانت تحاول أن تطمس هوية شعب بأكمله. لقد خاض توفيق المدني كفاحاً صعباً في سبيل تحرير الشعوب، وكان هذا في سن مبكر، ثم أسس مع زميل دربه الإمام عبد الحميد بن باديس جمعية علماء المسلمين، حتى وفاة ابن باديس رحمه الله فلأكمل هو تلك المسيرة مع رفقائه الآخرين مثل البشير الإبراهيمي وغيره من العلماء. وكان العلامة المدني من أبرز الشخصيات التي ساهمت بقسط في إعادة الروح الوطنية إلى الجزائريين، وقد شارك في الحكومة المؤقتة الأولى كوزير للثقافة، ثم للدينية، وبعدها عين في مجمع اللغة العربية، وقد شغل مناصب أخرى راقية كثيرة في حياته. وله من المؤلفات والإصدارات، والمحاضرات الكبرى والمناظرات ما لا يعد ولا يحصى، فقد خلف ورائه كماً كبيراً من العلم.