يقيم الفنان التشكيلي عامر هاشمي معرضا بالمدرسة العليا للفنون الجميلة بالجزائر العاصمة يضم 30 لوحة تمثل للوهلة الأولى فن المنمنمات لولا تلك اللمسة الشخصية المعاصرة القريبة إلى الحركة الفنية "بوب ارت" التي تميزها عن المنمنمات الكلاسيكية، حتى وان ظل وفيا للمبادئ الأساسية لفن المنمنمات ذلك النوع من الرسم المعروف بابعاده المصغرة التي غالبا ما تنجز بالرسم المائي و الغواش او الزيتي الا ان الفنان ادخل "تجديدا" واضحا في طريقته لابداع تلك المنمنمات التي تتميز كلها بالطابع المعاصر.و خلافا المواضيع المعروفة لدى الفنانين المستشرقين و عشاق الفن العربي الإسلامي فان الفنان عامر هاشمي خريج المدرسة العليا للفنون الجميلة بالجزائر العاصمة سنة 1985 يستعمل هذا الفن القديم لابراز مواضيع الساعة الدولية سيما العالم العربي على غرار الاوضاع السائدة في العراق و فلسطين او سوريا.كما ان الزائر للمعرض الذي يتواصل الى غاية 26 نوفمبر سيتولد لديه في الوهلة الاولى نوع من "الرفض" لتلك "المنمنمات" المعروضة لكونها مختلفة جدا عن تلك الخاصة برواد هذا الفن من الجزائريين و على راسهم محمد راسم حتى وان كانت تتضمن بعض الاشكال الكلاسيكية كفن الخط و الارابيسك و الامثال الشعبية و الايات القرانية الخ.و بالتعمق في تلك اللوحات التي تم انجاز اغلبها بين سنوات 1990 و 2000 يبرز ذلك البعد المعاصر للاعمال وتحظى بالاستحسان لا نها تخلوا من اي "اعتداء" او "تشويه" لفن المنمنمات حتى وان اعطت بعض اللوحات الانطباع بانها غير مكتملة و اخرى تظهر انها مجزأة او مقسمة الى اثنين.و قد ادخل الرسام الذي يشغل حاليا مدير مدرسة الفنون الجميلة بمستغانم تقنيات جديدة على غرار استعمال طوابع بريدية قديمة في شكل اطارات لوحة نصف مرسومة و "بقايا" الاحرف العربية و أشكال قريبة من الارابيسك تم تركيزها في وسط او على جوانب اللوحات.للتذكير ان الفنان المولود في 20 نوفمبر 1959 بحجوط بمنطقة المتيجة يعرض في الجزائر و كذا في الخارج بشكل فردي او جماعي منذ سنوات 1980 و قاد فاز بعديد الجوائز في تظاهرات وطنية للفنون التشكيلية فضلا عن تلك التي نظمها المتحف الوطني للفنون الجميلة بالجزائر العاصمة سنة 1993.