اختار الفنان التشكيلي عامر الهاشمي عنوان المنمنمة الحديثة لتقديم خلاصة تجربته الغنية في مجال المنمنمة من خلال معرض بمتحف قصر مصطفى باشا من 24 أكتوبر إلى 10 نوفمبر المقبل. وقد ضم المعرض الذي أشرفت على افتتاحه مساء يوم الإثنين وزيرة الثقافة خليدة تومي مجموعة كبيرة من لوحات هذا الفنان المتألق جسدت بريشة دقيقة تجربته الخاصة في مجال فن المنمنمات الجزائرية التي أضفى عليها الكثير من الحداثة في التقنية والشكل. وعبر هذا المعرض الذي تنوعت فيه الأشكال والمواضيع والألوان أطلق الفنان العنان لإبداعاته للتعبير بكل شجاعة وجرأة عن أحاسيسه تجاه الأشياء التي تحيط بالإنسان. كما سجل عامر بعين الفنان بشاعة بعض الأحداث التي ميزت الظرف الراهن . فمن جمال وجاذبية الطبيعة وسحر الخط العربي وتألق خرافة ومعمار المدنولبيوت الجزائرية انتقلت ريشة الفنان لإبراز فضاعة الحرب والجرائم التي ترتكب ضد الإنسانية تحت عدة مسميات، كما يلاحظ في لوحات “جحيم بغداد” و«سبتمبر الأسود” و«أراقة”و”الفلوجة”. عن ممارسته لفنه المفضل “المنمنمة “يقول “إنه تحد لتكريس واستمرارية هذا الفن الأصيل والحفاظ على المدرسة الجزائرية التي خلدها محمد راسم”. وبخوص الحداثة يقول “أنها تتجلى من خلال استعمال لتقنيات الجديدة ومقاربة جديدة وإقحام مواضيع تتناول الأحداث الراهنة في زمن العوامة”. وتتميز أعمال الفنان المعروضة والتي تمثل حقبات من مساره الفني وتمتد لأكثر من عقدين بتنوعها وتراكب الألوان فيها، كما أكده العديد من النقاد معتبرين أنه “لا ترى في أعماله الفروق بين النماذج الزخرفية النباتية والهندسية، بحيث تعطي الإنطباع بأن العنصرين مندمجين وفي حوار دائم “وتتجلى من إبداعاته “صرامة وأناقة التقنيات المستعملة خاصة في استعماله لفن الأرابيسك بشكل أنيق وفي وضعيات مختلفة تزيد في إضفاء الأصالة عليها”. وقد سبق لهذا الفنان التشكيلي والمنمنم والزخرفي وأن تجول بهذه اللوحات المعروضة اليوم عدة دول منها فرنسا وبولونيا وأمريكا واليمن، حيث لقيت إعجابا من الزوار والنقاد. ولم تثنه أعماله الفنية الغزيرةوالتي تنبض بالحياة وإرادة مستمرة في التجديد عن القيام بمهمة التكوين كأستاذ في المدرسة الجهوية للفنون الجميلة بمستغانم، والتي هو مديرها كما له اسهامات في عدة مجلات وكتب عن الفن وتاريخ المدن الجزائريية وفنانيها. وقد أبرزت السيدة خليدة تومي في ختام حفل تدشين المعرض أهمية التكوين بالنسبة لطلبة الفنون التشكيلية التي تدرس في الجزائر على مستوى المدارس الجهوية للفنون الجميلة. وأكدت الوزيرة في هذا السياق على ضرورة التزام الطلبة بمتابعة ومواصلة تكوينهم ثم مواصلة الجهد والعمل بعد التخرج للوصول إلى مكانة مرموقة في مجال الإبداع بفضل الجهد المتواصل وتفادي الغرور في بداية المشوار. وأضافت أنه على الجيل الجديد رفع التحدي في زمن العولمة لأن المنافسة لم تعد على المستوى المحلي، وعليهم إبراز وتأكيد مواهبهم والتنافس على المستوى العالمي. وبالمناسبة دعت السيدة تومي الفنانين التشكيليين الذين حضروا حفل افتتاح المعرض إلى الدفاع عن فنهم وتوحيد جهودهم في إطار اتحادات ونقابات تدافع عن حقوقهم.