يبدو أن خلافة الزعيم التاريخي لجبهة القوى الاشتراكية، حسين آيت أحمد، أبعد من أن تكون مفتوحة، عكس ما توحي إليه التوجيهات الأخيرة التي أرسلها إلى المجلس الوطني لحزبه. فإذا كان آيت أحمد (87 سنة) في رسالته لم يترك أي وصية بخصوص من يراه أهلا لتولي رئاسة الحزب في المؤتمر القادم الذي استدعاه بنفس المناسبة، بعدما قرر عدم الترشح لعهد جديدة ابتداء من هذا المؤتمر، إلا أن خياره، حسب مصدر مطلع، يبدو محسوما مسبقا، بتعيين مستشاره المقرب، محند أمقران شريفي، الخبير الدولي والوزير السابق في حكومة حمروش في بداية التسعينات. ومعروف عن شريفي أنه نأى بنفسه عن الصراعات الداخلية التي مزقت صفوف الأفافاس وأسفرت عن شقاق كبير غداة الإعلان عن نتائج الانتخابات التشريعية الأخيرة، لكنه يظل غير معروف في أوساط القاعدة ولا يتمتع بمسيرة نضالية مشهود عليها في المعارضة. ويضيف مصدرنا أن الدائرة المحيطة بحسين آيت أحمد تعتمد على القيادة الحالية للعمل على تزكية ترشيح محند أمقران شريفي وجمع التأييد الأوسع له في المؤتمر المقبل المقرر في الفصل الثاني من عام 2013، على طريقة أنظمة الحزب الواحد. و كان ايت احمد، قد قرر الجمعة التخلي عن رئاسة حزبه جبهة القوى الاشتراكية الذي اسسه في 1963، كما جاء في رسالة بعث بها الى الدجلس الوطني المنعقد في دورة استثنائية. وقال ايت احمد في الرسالة التي بعث بها الى اعضاء المجلس الوطني ان "الوقت حان لتسليم المشعل ولن أرشح نفسي لرئاسة الحزب في المؤتمر المقبل" المقرر في الفصل الاول من سنة 2013.