كشفت الحركة الوطنية لتحرير أزواد أن عناصر جماعة "التوحيد والجهاد" هاجموا خلال الأيام الأخيرة مدينة الخليل قرب الحدود الجزائرية للسيطرة على طريق رئيسي يستعمله تجار المخدرات نحو أوروبا. وذكر بيان للحركة أنه في "أيام 24 و25 و26 ديسمبر قامت مجموعة من الإرهابيين وتجار المخدرات من حركة التوحيد والجهاد باعتداءات على سكان مدينة الخليل شمال مالي وتم نهب ممتلكات والاعتداء على النساء كما استولت المجموعة على خمسين سيارة لمواطني المنطقة"،وأوضح البيان أنه "أمام هذا الوضع فإن معظم سكان المنطقة نزحوا لطلب اللجوء على الأراضي الجزائرية". وحول خلفيات هذا الهجوم أكدت حركة أزواد أنه "من أجل السيطرة على طريق تستعمله حركة التوحيد والجهاد لنقل المخدرات نحو الشمال ثم إرسالها إلى أوروبا". وشرعت الجزائر مطلع نوفمبر الماضي في بناء سياج مكهرب على حدودها مع مالي سيكون طوله 50 كلم بين برج باجي المختار ومدينة الخليل المالية، وذلك بهدف غلق جميع المنافذ التي كانت مفتوحة في وجه المتسللين، سواء تعلق الأمر بالإرهابيين أو المهربين. وذكرت مصادر أمنية آنذاك أن ''السلطات العسكرية بالبلاد كانت قد أمرت القيادة الفرعية للجيش، المرابطة بخط الحدود الجزائرية المالية، بالشروع في إنجاز سياج أمني حدودي، سيكون بمثابة خط أحمر بين الجزائر ومالي". وكشفت مفوضية الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين مؤخرا أن 1500 مواطن مالي فروا من النزاع في الشمال يتواجدون حاليا على حدود الجزائر. وتتخوف الجزائر التي تربطها حدود مشتركة مع مالي بطول 1400 كيلومتر، من أن يخلف أي تدخل عسكري واسع شمال مالي مشاكل أمنية معقدة لها، فضلا عن نزوح عشرات الآلاف من الطوارق الماليين، علما بأن عدد الطوارق بالجزائر يقدر بنحو خمسين ألفا. وكانت حركتا الأزواد وأنصار الدين اللتان تمثلان متمردي الطوارق في الشمال المالي قد توصلتا أوائل ديسمبر الجاري إلى اتفاق مبدئي مع الحكومة المالية بوساطة مجموعة دول غرب أفريقيا (إكواس) من أجل الدخول في مفاوضات لإيجاد مخرج سلمي للأزمة في البلاد.