كشفت مصادر محلية من شمال مالي، أن ما يعرف ب"مجلس شورى المجاهدين" بمدينة غاو المالية، التابع لحركة التوحيد والجهاد، إحدى الحركات الارهابية المسيطرة على شمال مالي، أرسلت أمس، قوات عسكرية على متن حوالي 20 سيارة لمحاصرة عدد من مهربي المخدرات الموجودين بمدينة الخليل الحدودية مع برج باجي مختار. وأفادت المصادر ذاتها أن الرتل العسكري كان يتابع المهربين ليحاصرهم في آخر معاقلهم بمدينة الخليل، التي تبعد 14 كلم عن مدينة برج باجي مختار و400 كلم إلى الشمال من غاو، مستبعدة حدوث مواجهات بين الطرفين، دون أن تعطي معلومات بشأن القوة التي أرسلها مجلس شورى المجاهدين والتي تحاصر مدينة الخليل، ولا من يقودها. وكانت قوات الجيش الجزائرى قد شرعت مؤخرا فى بناء "سياج مكهرب" بطول 50 كيلومترا على طول الحدود بين مدينة برج باجى المختار ومدينة الخليل المالية وذلك بهدف غلق جميع المنافذ التى كانت مفتوحة فى وجه المتسللين، سواء تعلق الأمر بالإرهابيين أو المهربين، خاصة بعد ورود معلومات أمنية عن سعي الجماعات الإرهابية في مالي، لتحويل منطقة الخليل المالية الواقعة لمخزن سري للأسلحة والمخدرات. وكان مختار بلمختار، المكنى بخالد أبو العباس والمعروف ببلعور، قد أسس رفقة جماعة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا، مجلس شورى المجاهدين في مدينة غاو بعد انشقاق كتيبته (كتيبة الملثمون) عن تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي. من جهة أخرى، لفت وزير الدفاع الفرنسي جون ايف لو دريان إلى أن "التدخل العسكري الإفريقي في شمال مالي قد يحدث في النصف الأول من العام المقبل"، مؤكدا أن "فرنسا والولايات المتحدة ستقدمان للتحالف الإفريقي الذي يعتزم التدخل في هذه المنطقة، حيث تسيطر عليه جماعات إسلامية متشددة ومسلحة، دعما على الصعيد اللوجستي والمراقبة والاستخبارات والتدريب". وأشار في حديث صحفي إلى أن "نحو 400 عسكري أوروبي سيقومون اعتبارا من أول جانفي المقبل بتدريب الجيش المالي لإعداده من أجل التدخل في شمالي مالي واستعادة وحدة الأراضي"، مؤكدا أن "العسكريين الأوروبيين لن يشاركوا بالعمليات القتالية ولكن الاتحاد الأوروبي يعتبر انه من الضروري تقديم المساعدة للقضاء على التهديد الجهادي بمالي".