ترى مصادر إعلامية ايطالية أن قضية تأجيل القرار النهائي في الاستثمار في مشروع "غالسي" لنقل الغاز من الجزائر إلى ايطاليا ، والذي أعلنته سوناطراك بتأجيله إلى غاية 30 ماي من العام المقبل "لأسباب تقنية" ، ما هو إلا مجرد إشارة غير مباشرة من الجزائر قبل إعلانها عن الإلغاء النهائي للمشروع، يضاف إليها رغبة الجزائر ألا تدعم روما مشاريع أنابيب الغاز القادمة من الشرق وأفادت مجلة "ويل إنرجي" المتخصصة في الطاقة أن خط أنابيب الذي يمكنه توفير 8 بليون مكعب من الغاز الرابط بين الجزائر ووأوروبا، في إشارة إلى أنبوب غالسي يمنح الجزائر القدرة على زيادة إنتاجها وبدء الاعتماد على غاز "الشيست"، دون قلق من البحث عن أسواق جديدة ومع ذلك عطلت التقدم لأنها تملك مصدر قوة ، و هذا دليل على أن تأجيل المشروع ليس لأسباب تقنية كما أعلنته شركة سوناطراك، ولهذه الأسباب تتطلع عدد من الدول الأوروبية الغربية إلى الظفر بفرصة للاستثمار في مشاريع خطوط أنابيب بديلة انطلاقا من الجزائر، كمحاولة لفك السيطرة التي تفرضها شركات الغاز الروسية وكرد فعل على ارتفاع أسعار الغاز التي تتقاضاها شركة "غازبروم" الروسية، حيث تسعى إلى الاستثمار لتنويع العرض في محاولة لتقليل الاعتماد على احتياطيات الغاز الطبيعي من روسيا. تجدر الإشارة إلى أن هناك تضارب بين التصريحات الجزائرية و الإيطالية حيث أن سوناطراك مجمع سوناطراك الذي يعتبر شريكا بالأغلبية في هذا المشروع في وقت سابق عبر بيان له عن تأجيل القرار النهائي بشأن إنجاز أنبوب نقل الغاز "لأسباب تقنية"، و هذا ما أكده وزير الطاقة يوسف يوسفي . أما الجانب الإيطالي فيؤكد عكس ذلك حيث أشار في عدت مناسبات أن الجزائر هددت بالانسحاب من مشروع خط أنابيب "غالسي"، لنقل الغاز إلى ايطاليا، في حال قررت إيطاليا دعم خطي "ساوث ستريم" و"ترانس ادرياتيك"، اللذين تعتبرانهما الجزائر خطين منافسين. وقالت المصادر إن التهديد الجزائري نقل الى رئيس الوزراء الايطالي ماريو مونتي الشهر الماضي، لكن من دون أن يبلور موقفا واضحا بشأن هذه القضية، التي تعود إلى أكثر من ثلاث سنوات. وأفادت إحدى المصادر "أن الجزائر لا ترى الظروف المناسبة للاستثمار إذا ساندت ايطاليا ساوث ستريم وترانس ادرياتيك، تلك كانت الإجابة التي حصل عليها مونتي أثناء زيارة إلى الجزائر في منتصف الشهر"، علما أن أنبوب غالسي كان يفترض أن يمكن الجزائر من تصدير ثمانية ملايير متر مكعب سنويا من الغاز الطبيعي إلى إيطاليا. وكان رئيس الوزراء الإيطالي، ماريو مونتي، قد قام بزيارة استغرقت يوما واحدا إلى الجزائر في 14 نوفمبر المنصرم، واجتمع خلالها مع الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ورئيس الوزراء عبد المالك سلال. ونقلت مصادر إعلامية عن مسؤول ايطالي على دراية بالموضوع، تلك الرواية رغم أن مصدرا بالصناعة قال إن تأجيل المشروع يرجع لأسباب تتعلق بأحوال السوق. ويضم مشروع غالسي عدة مساهمين، في مقدمتهم شركة سوناطراك ومجمعات كل من اديسون، وإيني وهيرا وسنام الايطالية. وعلى الرغم من نجاح مشروع ميدغاز، الذي يربط الجزائر بإسبانيا مباشرة عبر مياه البحر المتوسط، إلا أن مشروع غالسي، الذي كان يفترض أن يربط بين الجزائر وإيطاليا عبر جزيرة سردينيا، يعاني من صعوبات في التمويل، بسبب عدم تحفز مالكي المجمعات الإيطالية.