توقف المجاهد محمد مشاطي، في العدد الأول للمنتدى الثقافي الأوراسي، الذي احتضنه أمس الأول مركز البحث العلمي لجامعة باتنة، عند بداية الحركة الوطنية، وسنوات الكفاح المسلح، التي توجت باستقلال الجزائر. كما قدم مشاطي البالغ من العمر 92 سنة، خلال المنتدى الذي عرف حضور جامعيين، وباحثين في التاريخ، وكذا مثقفين وطلبة، كتابه ''مسار مناضل" الصادر بالفرنسية في سنة 2010 عن دار النشر "الشهاب"، والمترجم بعد ذلك إلى العربية. ولم يغفل المتحدث الذي تكلم بحماس الشباب، كل الظروف التي عاشها الشعب الجزائري في سنوات الاحتلال، والوسائل البسيطة التي بدأ بها كفاحه المسلح، ليعرج على دوافع انضمامه إلى حزب الشعب الجزائري، ثم المنظمة السرية، وكيف أصبح بعد ذلك عضوا فاعلا في المنظمة الخاصة. وقدم مشاطي شهادة حية عن تضحيات جيل نوفمبر، الذي صنع الثورة وقاد الشعب إلى الاستقلال، مؤكدا بتأثر كبير للحضور الذي كان أغلبه شباب "أنه بقدر ما كانت قوات الاحتلال متيقنة بسحقنا، كنا في المنظمة السرية مؤمنين أشد الإيمان بانتصارنا وتحقيق الاستقلال." وأعقبت كلمة المجاهد مشاطي محمد، مناقشة ثرية وجد فيها الحاضرون فرصة للتعرف على بعض الحقائق التاريخية، من أحد صانعيها، ليفسح المجال بعد ذلك لعملية بيع الكتاب بالإهداء والتي لاقت إقبال الحضور. وحسب رئيس جمعية "أصدقاء مدغاسن"، عز الذين قرفي، يعد المنتدى الثقافي الأوراسي الذي ستنظمه جمعيته بالتنسيق مع جامعة باتنة، بشكل شهري ابتداء من هذا العدد، "موعدا ثقافيا يجمع المثقفين من مختلف المجالات من مسرح وسينما وفنون تشكيلية وأدب، بعاصمة الأوراس، مؤكدا أن هذا المنتدى سيكون نافذة مفتوحة على كل المبادرات التي من شأنها أن تعمل على ترقية الثقافة والفكر في الجزائر.