حذر الفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع المصري من أن "استمرار صراع القوى السياسية حول إدارة شؤون البلاد قد يؤدي إلى انهيار الدولة"، مؤكدا في الوقت ذاته أن الجيش المصري "سيظل الكتلة الصلبة المتماسكة والعمود القوي الذي ترتكز عليه أركان الدولة"، وقال السيسي في خطاب ألقاه أمس أمام طلبة الكلية الحربية ونشرته الصفحة الرسمية للمتحدث العسكري على" الفيسبوك"، إن التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية التي تواجه مصر حاليًا، تمثل تهديدًا حقيقيًا لأمن مصر وتماسك الدولة، مضيفا أن استمرار هذا المشهد دون معالجة من كل الأطراف يؤدي إلى عواقب وخيمة تؤثر في ثبات واستقرار الوطن، وأوضح وزير الدفاع أن محاولة التأثير على استقرار مؤسسات الدولة أمر خطير يضر بالأمن القومي ومستقبل الدولة، لكنه شدد في الوقت نفسه على أن "الجيش المصري سيظل الكتلة الصلبة المتماسكة والعمود القوي الذي ترتكز عليه أركان الدولة، وهو جيش كل المصريين بجميع طوائفهم وانتماءاتهم"، وذكر أن نزول الجيش في محافظتي بورسعيد والسويس يهدف إلى "حماية الأهداف الحيوية والإستراتيجية وعلى رأسها قناة السويس التي لن نسمح بالمساس بها، ولمعاونة وزارة الداخلية التي تؤدي دورها بكل شجاعة وشرف"، ولفت السيسي إلى أن "القوات المسلحة تواجه إشكالية خطيرة تتمثل في كيفية المزج بين عدم مواجهة المواطنين المصريين وحقهم في التظاهر، وبين حماية وتأمين الأهداف والمنشآت الحيوية والتي تؤثر على الأمن القومي المصري، وهذا ما يتطلب أهمية الحفاظ على سلمية التظاهرات ودرء المخاطر الناجمة عن العنف أثناءها"، جاءت هذه التصريحات عقب إقرار الحكومة مسودة قانون يمنح القوات المسلحة سلطة الضبطية القضائية، ما يسمح لأفراد الجيش بإلقاء القبض على مدنيين لمساعدة الشرطة في إرساء الأمن، يأتي ذلك بعد سقوط نحو 50 قتيلا خلال أربعة أيام من الاشتباكات بين آلاف المتظاهرين وعناصر الأمن في القاهرة وبورسعيد والإسماعيلية والسويس، وكانت واشنطن وموسكو أعربتا عن قلقهما من تصاعد العنف في مصر، فيما طالبت منظمة العفو الدولية الحكومة المصرية بوقف استخدام القوة المفرطة ضد المتظاهرين.