اعتبر الباحث في التاريخ خالفة معمري، خلال ندوة نشطت بمنتدى يومية المجاهد أمس الأول، حول عبان بمناسبة الذكرى الخمسين للاستقلال والذكرى ال55 لوفاته، أن مساعي إدراج عبان رمضان ضمن التراث الوطني، شجاعة من المؤسسات الرسمية، موجها تحية للسلطات على عملها لإعادة الاعتبار لإحدى الشخصيات الرئيسية للثورة. واستعرض معمري الذي يجري منذ 30 سنة، أبحاثا حول حرب التحرير الوطني، لاسيما حول عبان رمضان، في محاضرته، مشوار ابن عزوزة بتيزي وزو، منذ خروجه من السجن في جانفي 1955 وانضمامه إلى صفوف الثورة أيام بعد إطلاق سراحه. واعتبر المحاضر أن عبان الذي كان مناضلا سابقا في حزب الشعب الجزائري، كان رجلا "مميزا" كونه كان مثقفا، ورجل ميدان، ذي وعي كبير بما كان يجب أن تكون عليه الثورة، مؤكدا أن لعبان الفضل في توحيد كافة التيارات السياسية، تحت راية جبهة التحرير الوطني، من اجل استقلال الجزائر، كما كانت له مساهمة في إنشاء مؤسسات الثورة الجزائرية خلال مؤتمر الصومام، وتصوره لجزائر ديمقراطية واجتماعية بعد الاستقلال. وأضاف معمري أن هناك فجوة حضارية بين عبان والآخرين من مقاومي الاستعمار، إذ كانت المرة الأولى التي واجهت فيها فرنسا شخصية ذات مستوى ثقافي وفكري مميز، كما تأسف لعدم إعطاء أهمية اكبر لمثل هؤلاء الرجال المميزين على الرغم من عددهم القليل. وخلال شهاداتهم في ذات الندوة، أبدى المجاهدون الذين عرفوا أو عملوا مع عبان، على غرار علي هارون، طاهر قايد، وحسان أيدير، إعجابهم بذكاء عبان البارز في تحليله لوضع الثورة، وتساءل هؤلاء حول أسباب وفاته في 27 ديسمبر 1957 بالمغرب على أيادي رفاقه في السلاح. ويعد علي هارون أول من تساءل حول أسباب وفاة المبادر بتنظيم مؤتمر الصومام، وفي الوقت الذي افترض فيه وجود نزاع حول السلطة، في أجهزة قرار جبهة التحرير الوطني، راح ضحيته عبان، فان حسان ايدير قال "أن عبان كونه كان ثوريا فانه قد اغتيل من قبل أعداء الثورة". ومن جهته قال رئيس جمعية "مشعل الشهيد" محمد عباد، الذي اشترك مع يومية المجاهد في تنظيم هذه الندوة، أن المنتدى مفتوح لكافة الباحثين في مجال التاريخ الوطني.