سيعرض فيلم "الرجل الأول" للمخرج الايطالي جياني أميليو، والمقتبس عن رواية الكاتب ألبير كامو، في قاعات العرض السينمائية بباريس، في ال3 من أفريل المقبل حسبما تتناقله مواقع الكترونية مختصة بعالم السينما. ويسلط هذا العمل السينمائي الضوء على مسقط رأس الكاتب بالجزائر، وذلك منذ وصول أول المستوطنين الفرنسيين في 1830، وإلى اندلاع الثورة التحريرية في 1954. ويتناول الفيلم حياة وأعمال الكاتب ألبير كامي، المولود سنة 1913 بالدرعان، في مدينة الطارف، حيث يظهر في هذا العمل الفني عودة ألبير كامو، إلى الجزائر عام 1957 لرؤية والدته التي لا تريد أن تترك مسقط رأسها، للتوجه إلى فرنسا بعد اندلاع الثورة التحريرية. وسمحت هذه الزيارة لكاتب روايتي "الغريب"، و"الطاعون" باسترجاع طفولته وسنوات دراسته بالثانوية في وسط فقير، في ظل غياب الأب، الذي توفي خلال الحرب العالمية الأولى، والذي لم يتعرف عليه بتاتا، وأم أمية لم يتسن لها إطلاقا قراءة كتب ابنها، ودعم مدرسه الذي اكتشف في كامو الشاب عبقرية أدبية وشجعه على مواصلة دراسته العليا. وتم تصوير "الرجل الأول" في 2010 ببلدية العامرية بعين تموشنت، وكذا بالمدرسة الابتدائية القديمة "فرانس فانون"، بوسط مدينة مستغانم، وحي "بلاطو" بالقرب من ميناء نفس المدينة، وحي بلوزداد "بلكور قديما" بالجزائر العاصمة ومدينة وهران. وضم الفيلم ممثلين فرنسيين، مثل كاثرين صولا التي أدت دور أم كامو، ودينيس بوداليديس، الذي أدى دورالمعلم. ولقي الفيلم خلال عرضه ما قبل الأول بالمهرجان الدولي للفيلم بتورونتو عام 2011 استقبالا جيدا حيث فاز بالجائزة الكبرى وجائزة النقد الدولي. وتعتبر رواية "الرجل الأول" الرواية الأخيرة وغير مكتملة لألبير كامو، اذ تم العثور عليها في حقيبته بعد حادث السيارة الذي أودى بحياته في فرنسا عام 1960، ونشرت بعد وفاته عام 1994 سيرة ذاتية لألبير كامو الحاصل على جائزة نوبل للآداب سنة 1957. وسبق لمخرج فيلم "جياني أميليو" الذي بدأ حياته المهنية في التلفزيون الإيطالي، قبل أن يلج عالم السينما أن فاز ب"الأسد الذهبي"، في مهرجان البندقية السينمائي عن فيلمه "أخي" في سنة 1998، كما حصل على الجائزة الكبرى لمهرجان كان السينمائي عن فيلمه "الأطفال المسروقون" في 1992.