اختار المخرج الإيطالي جياني أميليو، صاحب فيلم مفاتيح المنزل، الجزائر كمحطة لتصوير مشاهد فيلمه الجديد المقتبس عن الرواية المعنونة بالرجل الأول للروائي الكبير ألبير كامو، وسيتقاسم فيه البطولة كل من الممثلين الشهيرين، جاك غمبلينن كلوديا كاردينال ودونيس بوداليداس. ويتناول الفيلم، الذي يعتبر الأول للمخرج جياني، الناطق باللغة الفرنسية، والثالث المقتبس عن رواية ألبير كامو بعد كل من الغريب 1967 والطاعون ,1992 الأحداث اليومية لرجل في الأربعين من عمره، يعود إلى الجزائر في العشرية السوداء التي انغمست خلالها البلاد في بحر دموي فترة التسعينيات. ومن بين المواقف الصارمة والرجولية لألبير كامو، موقفه إزاء الثورة الجزائرية المندلعة عام عام 1954 إذ طرحت لديه كم هائل من الاستفسارات والتساؤلات أمام محنة أخلاقية دفعته إلى مساعدة السجناء الجزائريين المحكوم عليهم بعقوبة الإعدام بصفة سرية، وقد حاز على جائزة نوبل في الآداب، ليس بسبب كتابه السقطة، ولكن من أجل سلسلة مقالات كتبها وانتقد فيها عقوبة الإعدام، في الفترة الممتدة بين 1955 و1956 لصحيفة ''الأكسبريس. كما حصل على إجازة في الفلسفة عام ,1935 وفي العام الموالي قدم بحثه في الأفلاطونية الجديدة، وشارك عام 1936 في نشاطات شيوعية جزائرية تنادي بالاستقلال، كما عمل في المسرح والصحافة وقد اهتم أثناء عمله الصحفي بظروف العرب السيئة الأمر الذي كلفه وظيفته. وقدم أول مؤلفاته الغريب في عام ,1942 وأسطورة سيزيف في عام 1943 لتتوج رحلته بعدد من المشاريع الفلسفية المعالجة لفكرة اللامعقول، الناتجة عن حاجتنا إلى الوضوح في عالم يسوده الغموض والإبهام، وهي الفكرة التي أبدع في تقديمها خلال أسطورة سيزيف. وتجدر الاشارة إلى أن ألبير كامو ولد يوم 7 نوفمبر 1913 بمدينة الذرعان بولاية الطارف، وتوفي 4 جانفي 1960 إبان الاحتلال، والدته تعود لأصول إسبانية، ووالده معمر توفى في الحرب العالمية الأولى، ليتركه يعيش في ظروف من الفقر والعوز في الجزائر، لكن الأيام جعلت منه مؤلفا وفيلسوفا، وواحدا من النجوم الاجتماعيين لتيار الوجودية في فرنسا، يعد ثاني أصغر حائز على جائزة نوبل بعد روديارد كبلنغ، كما أنه أصغر من مات من كل الحائزين على جائزة نوبل