ستجوب مسرحية "نجمة" المقتبسة من العمل الأدبي الكبير لكاتب ياسين وإخراج أحمد بن عيسى عدة ولايات من الوطن بعدما تم عرضها بالعاصمة وكذا أمام الجمهور التلمساني في إطار الاحتفالات المخلدة للذكرى الخمسين لإسترجاع السيادة الوطنية. وقد تمكن ثلاثون ممثلا وممثلة من إبراز على مدار أكثر من ساعة مواهبهم كل في دوره وإعطاء روح لهذا العمل الأسطوري لكاتب ياسين. وكانت لمسة أحمد بن عيسى واضحة في هذا العمل خاصة من خلال الأضواء والتصميم واستخدام ديكورات بسيطة والإستعانة بالتسجيل لسرد وضعية ما أو الربط بين مشهد وآخر. وكانت تلك اللوحات قصيرا جدة في بعض الأحيان تتخللها موسيقى مما جعل الجمهور متعطشا لمشاهدة المزيد. وقد أبدع ممثلون شباب أمثال ربيع وبن عمر والشابة الترقية وهيبة والممثل المحنك حكيم من البليدة من خلال حضورهم القوي على الركح في أداء أدوارهم من خلال لغة غنية ومتنوعة. ولنقل رسالة "نجمة" لجأ المخرج أحيانا إلى اللغة العامية في جميع تنوعاتها وفق مناطق البلاد وأحيانا الأمازيغية أو الترقية مما أضفى على العرض بعدا وطنيا من جهة وتعميم هذا العمل البارز من أدب كاتب ياسين الذي يصعب إيصاله إلى عامة القراء. وكان التسلسل الزمني واضح طوال العرض الذي احتضنته دار الثقافة لتلمسان حيث تبدأ المسرحية من قبيلة كبلوتي مرورا بالانتفاضة الشعبية ل 8 ماي 1945 للمطالبة بالاستقلال الوطني وكذا الحب الذي يكنه لخضر لنجمة ووطنه. وعلى الرغم من صعوبة النص نجح أحمد بن عيسى مع الممثلين الشباب في تقديم قراءة جديدة لأعمال كاتب ياسين بإعطائها أشكالا جديدة باستعمال تقنيات من الخيال لخلق حالات درامية معقدة. وستسمح هذه المسرحية المبرمجة للمرة الثانية بتلمسان للممثلين بالتحكم أكثر في أدوارهم وإتقان الأداء خاصة بالنسبة لأولئك الذين يتحدثون باللغة الفرنسية وكذا تصحيح بعض الأخطاء الفنية.