قدم أمسية الثلاثاء بالجزائر العاصمة العرض الأول من مسرحية "نجمة" للكاتب الجزائري كاتب ياسين والمخرج أحمد بن عيسى بمشاركة نخبة من ممثلين هواة على خشبة المسرح. وافتتحت المسرحية التي تعرض لأول مرة على ركح المسرح الوطني محي الدين بشطارزي بالجزائر العاصمة فعاليات خمسينية تأسيس المسرح الوطني الجزائري (1963-2013). وتتناول المسرحية التي اقتبس نصها من رواية "نجمة" للكاتب والمسرحي كاتب ياسين نضال الشعب الجزائري منذ وطاة المستعمر الفرنسي وقصة عشق "نجمة" التي رمزت لها بالجزائر تارة وبالمحبوبة تارة أخرى. وقال مخرج المسرحية أحمد بن عيسى ل(واج) انه أراد تقديم "نجمة" باللغة العامية لتكون قريبة من الجمهور كما عهد عليه كاتب ياسين. وتنطلق أحداث القصة التي اختار لها بن عيسى ديكورا بسيطا لطالما استعمله كاتب ياسين في المسرح الشعبي وفرقته "مسرح البحر" من حديث رجل مع زوجته من قبيلة "بني كبلوت" من قالمة الذي استبشر لها بقدوم شاب يدعى "لخضر" سيرث من أجداده نزعة ثورية وكره الاستعباد والطغيان. وتتوالى الأحداث إلى أن يظهر لخضر الذي ينتمي إلى قبيلة "بني كبلوت" وتبدأ قصة حبه مع نجمة التي هي أيضا تنتمي لذات القبيلة ليجد نفسه في صراع مع حبه لها وحبه لوطنه الجزائر. وتتسارع أحداث المسرحية في عدة مشاهد أخرى وقصيرة أين تظهر فيها عدة شخصيات نضالية جسدت مقاومة الشعب الجزائري ضد المسعمر الفرنسي. وبقي المخرج وفيا لوجهة نظر كاتب ياسين حيث استعمل أزياء تقليدية ولهجات جزائرية مختلفة وأغاني باللغة الامازيغية إذ مثلت بذلك مختلف المناطق الجزائرية والذي ساعد على تجسيدها 30 ممثلا من عدة جهات من الوطن. كما قام المخرج الذي تقمص عمله خلال ورشة تكوينية باستحضاره على الركح بعضا من أعمال كاتب ياسين مثل مسرحية "الجثة المطوقة". وقال عيسى ل (واج) أن "تجربته التي خاضها رفقة هواة في الورشة التكوينية أراد من خلالها العودة إلى اللبنات الأولى التي ساهمت في تأسيس المسرح الوطني الجزائري حيث كانت جامعة لممثلين هواة منذ تأميم هذا الصرح الثقافي". وخصص خلال حفل افتتاح خمسينية تأسيس المسرح الوطني الجزائري تكريم عدة أسماء فنية ساهمت في ارتقاء الفن الرابع في الجزائر كأعضاء الفرقة الفنية لجبهة التحرير الوطني أمثال الطاهرعميري وبن إبراهيم زهرة ورقية دري وكواسي صفية وسيد علي كويرات بالإضافة إلى تكريم روح المرحومين مصطفى كاتب ومحمد بودية. ويعرف المسرح الوطني الجزائري الذي يحتفي بالذكرى الخمسين لتأسيسه مدة شهر كامل من 8 جانفي الى 2 فيفري تنظيم العديد من العروض المسرحية وتكريم وجوه فنية ميزت تاريخ المسرح الجزائري. وستعرض 12 مسرحية فضلا عن تقديم عروض فنية ستحييها كل من الاوركسترا السينفونية النمساوية "يوهان ستروس" والاوركسترا الوطنية. والى جانب العرض المسرحي ستقدم عروضا خاصة بفنون الكلام ستقام بمختلف المؤسسات الثقافية بالجزائر العاصمة على غرار مكتبة مولود فرعون بالجزائر العاصمة ومتحف الخط العربي والمنمنمات والمتحف الجزائري للفنون الحديثة. وسيتم خلال هذه الأيام المخصصة للاحتفال بتأميم المسرح الوطني برمجة قراءات لنصوص من سجل المسرح الوطني الجزائري على غرار نص "البوابون" لرويشد و"الجثة المطوقة" لكتاب ياسين و"الاجواد" لعبد القادرعلولة بالإضافة إلى قراءة ودارسة النص المسرحي في الجزائر يديرها نخبة من المختصين في المسرح.