أحدثت التصريحات الساخرة الأخيرة التي خرجت بها بعض الصحف الرياضية الفرنسية الواسعة الانتشار سخط كبير وسط أنصار المنتخب الوطني، حيث اعتبرت أن المدرب سعدان سيقود منتخب فرنسي ثاني في المونديال بحكم أن أكبر عدد من لاعبي الخضر من إنتاج فرنسي بحت، ويتأسف محبي المنتخب الوطني من غياب رد شاف لهذه السخرية باعتبارها حقيقة لا تقبل النقض وبالتالي فهي ضربة في الصميم للبطولة الوطنية العقيمة التي عجزت عن إنجاب على الأقل لاعب في المستوى ضمن المنتخب، وهي بمثابة رسالة واضحة ينبغي على رؤساء الأندية والمسؤولين على الكرة في بلادنا أن يأخذوها بعين الإعتبار للتركيز على الجانب التكويني وعلى المدى البعيد ووضع حد لعملية الاستيراد التي تكلف خزينة الفاف أموالا طائلة رغم كون المادة المستوردة تندرج ضمن الدرجة الثانية هناك لتصبح ذوشهرة واسعة عندنا. واعتبر الإعلام الفرنسي حملة الهجرة المحتملة للاعبين ذوي الأصول الجزائرية الذين تكونوا وتدرجوا في مختلف فئات المنتخب الفرنسي نحو تشكيلة سعدان من أجل المشاركة في المونديال إجحافا في حق منتخب الديكة، وطالبت الأندية التي ينشط فيها هؤلاء بإبعاد كل لاعب يرفض حمل ألوان المنتخب الفرنسي عن صفوفها لأن ثمار العمل القاعدي الذي استفادوا منه سيجنيها المنتخب الوطني. وقد تحدثت أغلب العناوين في الأيام القليلة الماضية عن الخضر بنبرة ساخرة فيها الكثير من الاستهزاء وكان عنوان أغلب صحفها الرياضية ذات الانتشار الواسع والمصداقية الكبيرة خاصة في الدول الفرانكفونية وفي الحقيقة الجميع في أوروبا والعالم بصفة عامة يكن لها الاحترام والتقدير ويتعلق الأمر بصحيفتي "ليكيب" و"فرانس فوتبول" أن فرنسا ستمثل بفريقين في المونديال بحجة أن أغلب اللاعبين الناشطين في المنتخب الجزائري سبق لهم وأن لعبوا في منتخبات فرنسا وتكونوا فيها وولودا فيها، حيث أن هناك 13 لاعب من أصل 23 سيلعبون المونديال أي بنسبة تفوق الخمسين بالمائة وهي مرشحة للإرتفاع خاصة بعدما أقدم سعدان على طرد اللاعبين المحليين وسعيه نحواستقدام خمسة عناصر، على الأقل، من فرنسا. ورغم محاولة البعض للرد على تلك الاستفزازات بالقول أن أغلب لاعبي المنتخب الفرنسي وعددهم 17 لاعبا من أصل قائمة تضم 23 ذوي أصول إفريقية إلا أن الحقيقة تقال، إذ أن هؤلاء لم يتكونوا في بلدانهم الأصلية بل انتدبتهم الفرق الفرنسية كمادة خام واستثمرت في إمكانياتهم وجعلت منهم نجوما يدافعون بقوة عن الألوان الفرنسية، وبالتالي فالفرق واضح بين الطرفين.