ألقت يورو سبورت عربية الضوء على حارس مرمى وفاق سطيف و"الخضر" الأسطوري عنتر عصماني ضمن برنامجها عن تساؤلات قرائها حول أين ذهب نجوم العرب القدامى بعد انحسار الأضواء عنهم يعد عنتر عصماني واحدٌ من النجوم الجزائرية المنسية، فبعدما نقش اسمه بأحرف من ذهب ولقبته الجماهير بالبطل الشامخ الذي لا يقهر لقيادته "الخضر" إلى لقبهم الأفريقي الوحيد في 1990، دارت الأيام دوران الكرة وانقلبت الشخصية البارزة إلى " لا حدث". يقضي "عنتورة" الذي ذاد عن عرين "محاربي الصحراء" بين 1988-1990، يومياته المتشابهة بين أزقة مدينة عين الفوارة ومقاهيها في حي المعبودة بالتحديد، إذ لم يعد لديه ما يقدمه بعدما أبعده ناديه وفاق سطيف عن تدريب حراسه منذ 6 سنوات، فدخل في بطالة أرهقته كثيراً لدرجة الإحباط وأصابته بعدة أمراض أقعدته الفراش لشهور، قبل أن يحوّل إلى إحدى المستشفيات في العاصمة الفرنسية باريس. واقعٌ مرّ لنجم منح الكثير للكرة الجزائرية، لكنه يلقى الإجحاف والنسيان من المشرفين على شؤونها، ما دفعه للتظلم إلى الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لحل مشاكله. عصماني جدار برلين أمام المصريين وشكل وفاق سطيف عام 1988 الاستثناء رغم مشاركته في دوري الدرجة الجزائرية الثانية عندما اصطدم في مغامرته الإفريقية بالنادي الأهلي المصري، فكانت الغلبة للوفاق بهدف يتيم أحرزه غريب بلقطة غريبة هز بها شباك أحمد شوبير بمقصية دائرية ألهبت مدينة عين الفوارة. وانتظر المصريون مباراة العودة فكتبت الصحف أن الوفاق سيخسر برباعية وتوقع البعض الآخر خماسية، لكن الواقع جاء مغايراً. فرغم تقدم المصريين، إلا أن ذلك لم يكن كافياً لتأهلهم بعد أن أصطدموا بحارس فولاذي اسمه عنتر عصماني الذي وقف كجدار برلين بصده ضربتي جزاء جعل المعلقين المصريين يصيحون "أبو لحية عملها فينا" و"دا عنتر زمانو". عصماني يمنح الوفاق الكأس الغالية وسيبقى يوم 8 ديسمبر 1988 خالداً في ذاكرة الجمهور الجزائري والسطايفي على وجه التحديد بعد أن وصل نادي الوفاق إلى قمة مجده بحصوله على كأس أفريقيا للأندية البطلة في أمسية مثلجة بعد فوزه في ملعب "17 جوان" في قسنطينة على حساب ايوانوانيو النيجيري 4-صفر بعد أن خسر في ايبادان 1-صفر ذهاباً. وتبقى كأس الأندية البطلة الأولى والأخيرة لنادي الوفاق التي يرجع فيها الفضل إلى الحارس عصماني الذي رفعه الجميع فوق الرؤوس، لكن بعد 22 عاماً انقلبت الأيام ليجد "عنتورة" نفسه وحيداً يواجه الأزمات. السوبر عنتر يقهر نيجيريا وجاء عام 1990 ليشهد بداية ملحمة كروية صنعها أبناء الجزائر أثلجت صدور شعبها وجعلت زغاريد النساء تدوي في كل شبر من أرضها عقب التتويج باللقب القاري الوحيد يوم 8 مارس 1990 بملعب "5 يوليو" ضد المنتخب النيجيري الذي عجز عن معادلة هدف وجاني بعد أن وجد أمامه عملاقاً قوياً يرهب المهاجمين اسمه عنتر عصماني. اعتزال ونسيان لبطل قومي في صمت ودون ضجيج قالها ومشى معتزلاً الكرة، ليطوي بذلك مسيرة طويلة، فلم يكن لعصماني الذي عرف بلحيته التي لا زال يحملها كما عهدناه ما يخفيه من مواقفه التي لم يغيرها بعد اعتزاله الكرة رغم الأزمات المتلاحقة. الحارس الأسطوري وفي حديثه مع يوروسبورت عربية أبدى امتعاضه من الوضع المؤسف الذي وصل إليه الكثير من أمثاله من إجحاف وإهمال ونسيان رغم التضحية التي قدموها لبلادهم، والتي قال أنه لن يندم عليها أبداً لأن الجزائر تسري بين شرايينه.