على هامش الدورة التي نظمتها جمعية قدماء لاعبي ميلة، وإحياء لأربعينية أحد اللاعبين القدمى لشباب ميلة المرحوم، عبد الغني بن الشاوي، والذي وافته المنية على إثر سكتة قلبية التقت "الشباك" الحارس الدولي على هامش الدورة التي نظمتها جمعية قدماء لاعبي ميلة، وإحياء لأربعينية أحد اللاعبين القدمى لشباب ميلة المرحوم، عبد الغني بن الشاوي، والذي وافته المنية على إثر سكتة قلبية التقت "الشباك" الحارس الدولي السابق وحارس وفاق سطيف، عنتر عصماني، الذي حرس عرين الخضر سنوات 88 ،89 و90 وتحدثت إليه حول العديد من النقاط المتعلقة بحياته بعد نهاية مشواره الكروي، وعن موقفه من أوضاع كرة القدم في الجزائر سواء على مستوى البطولة أو على مستوى المنتخب الوطني. ولم يكن لعصماني الذي عرف بلحيته التي لا زال يحملها كما عهدناه ما يخفيه من مواقفه. لم يعد الجمهور الجزائري يسمع أخبار العديد من اللاعبين القدماء وعصماني واحد من هؤلاء،هل لنا أن نعرف أين هو عصماني وماذا يشتغل؟ أنا حاليا متقاعد ولا شغل لي. وماذا عن علاقتك بكرة القدم، هل لازلت على اتصال بالكرة أم أنك ابتعدت ولم يعد لك أي اتصال؟ في الحقيقة لم أعد قريبا من التدريب وكل ما في الأمر أنني ومنذ سنتين أصبحت أشرف على تكوين النشء على مستوى مدرسة شركة "سوناطراك" بمدينة سطيف. ألم تعد تربطك علاقة بالوفاق كمدرب لحراس المرمى لتفيد بخبرتك وأنت حارس دولي سابق؟ لا، حاليا أنا بعيد عن الوفاق، وتوقفت عن مهامي كمدرب لحراس مرمى الوفاق منذ حوالي 5 سنوات، حيث توقفت سنة 2004 ومنذ ذلك الحين لم أعد للفوق. لماذا؟ هذا سؤال لا أملك إجابته لأن رئيس الفريق هو وحده يملك الإجابة، وأنا دوما تحت التصرف لتقديم أي زيادة ممكنة لفريقي لكن لا يمكنني أن أعرض خدماتي طالما الرئيس يعرفني وهو له نظرته وخياراته. والمهم هو نجاح الوفاق . كنت في المنتخب الوطني حارس مرمى وأنت اليوم تتابع أوضاع الكرة في الجزائر كيف تنظر إلى واقع الكرة حاليا؟... وهل ترى أنها في تطور أم لا شيء تطور؟ للأسف لم نلمس أي تطور في الكرة الجزائرية بل تراجعت مقارنة بالثمانينيات مثلا، وشخصيا أحصر أسباب ذلك إلى انعدام المنشآت الرياضية بالقدر الكافي ولا يمكن أن يغطي تأهل المنتخب الوطني على هذا الواقع، بل يجب الاستثمار في ذلك بإقامة المنشآت الرياضية لتطوير الكرة والممارسة الرياضية عموما. خاصة وأن الحديث يدور حول تطبيق الاحتراف في البطولة الوطنية ابتداء من سنة 2012 وهو ما يتطلب دفتر شروط تكون المنشآت والملاعب شرطا أساسيا في تطبيقه. ومن دونها لا داعي للمحاولة . تحدثت عن تطبيق الاحتراف سنة 2012 وما رأيك في ما يوصف اليوم بالاحتراف في بطولتنا؟ هذا غير صحيح وما يسمى احتراف اليوم هو احتراف"بازار" ولا علاقة له بالاحتراف الحقيقي الذي يمكن أن يخرج بكرتنا إلى المستوى العالي. لكن هناك بورصة في سوق اللاعبين في بطولتنا حيث تتراوح قيمة بعض اللاعبين بين 800 مليون ومليار و400 مليون سنتيم، ماذا تسمي هذا؟ هذا غير مقبول، وللأسف أصبح الكل لا يفكر سوى في جمع الأموال، وبالنسبة لي أنا استغرب كثيرا لما أسمع عن لاعب مثلا يمضي بأكثر من مليار وتجده احتياطيا في المنتخب الوطني، أو قد لا يستدعى تماما، ما هذا المنطق المحيّر؟. ما تقييمك لمستوى البطولة لهذا الموسم؟ دون المستوى، وخير دليل على ذلك تركيبة المنتخب الوطني الحالي، أين نجد أغلبية العناصر من المحترفين والقليل فقط من المحليين وكلهم احتياطيين ما عدا حراس المرمى. والأسباب التي أفرزت هذه الوضعية حسب رأيك؟ الأسباب كثيرة ومتعددة منها ما قلت سابقا نقص المنشآت التي تسمح بممارسة الكرة والرياضة بصفة عامة على أوسع نطاق... أما السبب الثاني وهو الأهم فيتمثل في غياب سياسة كروية واضحة تقوم على أسس وضوابط محددة، منها العناية بالتكوين والعمل القاعدي الذي يعد الأساس وفي غيابه لن يثمر أي عمل. أضف إلى ذلك وجود رؤساء فرق دخلاء وغرباء على الكرة ولا علاقة لهم بعالم الرياضة لكن الظروف رمت بهم إلى هذا الوسط واستغلوا الفرصة للبزنسة وخدمة مصالحهم الخاصة لفترة معينة، ولا يهمهم لا التكوين ولا المستقبل.. وعليه فالنهوض بالكرة من جديد يتطلب وضع سياسة كروية مدروسة ووضع مخطط على المدى البعيد بمراعاة الشروط المذكورة آنفا. كحارس مرمى قديم هل ترى أن حراس المنتخب الوطني هم الأحسن حاليا أم أن هناك حراس آخرين يمكن الاستنجاد بهم؟ بصراحة حراس المنتخب الوطني حاليا هم الأفضل ولا أرى حارس آخر يمكن أن يكون أفضل من 4 المتواجدين حاليا، ولكن هناك طبعا تفاوت بينهم فمثلا شاوشي وزماموش تنقصهم الخبرة الكافية ، ورغم ذلك فهما يملكان إمكانيات كبيرة ومهارات عالية تسمح لهم بتطوير مستواهم، كما أنصح شاوشي أن يتجنب الحركات والاحتجاجات أمام الحكام ولا يفكر سوى في اللعب والتركيز أثناء اللعب. ويجب تشجيع هذا الحارس الممتاز مثله مثل زماموش وشخصيا أتتنبأ لهم بمستقبل ناجح إن شاء الله. أما ڤاواوي فهو الوحيد الذي أراه حاليا أجدر بحراسة عرين الخضر لما له من خبرة كافية وبرودة أعصاب وثقة أكبر بالنفس. من الحارس الذي كان يعجبك في الجزائر ومن يعجبك حاليا في العالم؟ قديما كان يعجبني كثيرا في الجزائر عبروق ووشانن أما في العالم فيعجني حاليا حارس مانشتر يونايتد فاندير سار. كيف ترى حظوظ الخضر في نهائيات كأس العالم القادمة أمام ثلاثة منتخبات قوية؟ المهمة من دون شك سوف تكون غاية في الصعوبة، لكن رغم ذلك لي ثقة كبيرة في منتخبنا وأعتقد أن له حظوظ متساوية مع الآخرين في المرور إلى الدور الثاني. ما يجب فقط هو العمل والتحضير الجيد وأرجو أن يعمل الجميع على توفير الأجواء المناسبة للمدرب الوطني وأن يتركوه يعمل بعيدا عن الضغط وبالإكثار من المباريات الودية قد نشاهد مستوى رفيعا لمنتخبنا في جنوب إفريقيا إن شاء الله. هل لديك أبناء يمارسون كرة القدم... وهل تحضر أحدهم ليكون حارس مرمى ويخلف والده في عرين الوفاق؟ لديّ أبناء يمارسون الرياضة وكرة القدم خصوصا في الفئات الصغرى بالوفاق، لكن لا أحبذ أن يلعبوا حراسا للمرمى لأن حراسة المرمى تتطلب مواصفات وعمل كبير. كلمة أخيرة؟ أشكر جريدتكم على إتاحتها لي لهذه الفرصة للحديث للجمهور الرياضي وأتمنى أن يحقق المنتخب الوطني نتائج جيدة في المونديال، كما أوجه نداء للهيئات المسؤولة على الرياضة في البلاد من أجل وضع استراتيجية محكمة للنهوض بالرياضة عموما وبكرة القدم خصوصا في البلاد.