حط رئيس جمهورية فيتنام الاشتراكية، السيد نغيان مينه ترايت، ابتداء مساء أمس الثلاثاء، بمطار هواري بومدين في زيارة دولة بدعوة من رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، وتستمر الزيارة الرسمية إلى غاية يوم غد الخميس. تأتي زيارة رئيس جمهورية فيتنام ترجمة لعلاقات الصداقة والتضامن التي تربط الجزائر وفيتنام، وتندرج في إطار تقاليد الحوار والتشاور على أعلى مستوى بين البلدين. وسيجري ضيف الجزائر محادثات مع الرئيس بوتفليقة حول سبل ووسائل تعزيز العلاقات الثنائية وترقية الشراكة، لاسيما في جوانبها الاقتصادية والثقافية والتقنية، وكذا المسائل الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك. كما سيتم بهذه المناسبة، التوقيع على العديد من اتفاقات التعاون ومذكرات التفاهم في مختلف الميادين بهدف إعطاء العلاقات الثنائية دفعا جديدا لما فيه مصلحة البلدين والشعبين الصديقين. وستسمح زيارة الدولة هذه، بإعطاء عمق جديد للعلاقات الجزائرية الفيتنامية القائمة على أساس تاريخ كفاح مشترك من أجل القضايا العادلة، علما بأن البلدين تربطهما منذ الستينات علاقات صداقة وتعاون قوية تجسدت منذ 1962 تاريخ الاستقلال الوطني فى إقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين. ومنذ تلك المرحلة، تعززت الصداقة الجزائرية الفيتنامية، سواء على مستوى تدعيم وتنويع التعاون بين البلدين، أو على مستوى القضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك التي تميزت بمساندة الجزائر التامة لكفاح الشعب الفيتنامي ضد الغزو الأمريكي. وكانت الزيارات الرسمية بين البلدين منذ الستينات جد مكثفة، حيث عكست دوما الصداقة العميقة القائمة بين مسؤولي وشعبي البلدين. كما ترجمت إرادة القادة الجزائريين والفيتناميين فى تعميق علاقات التعاون. فقد قام الرئيس الراحل هوراى بومدين فى عام 1974 بزيارة تاريخية لهانوي وتدعم التعاون الجزائري الفيتنامي فى بداية التسعينات بمشاركة وفود اقتصادية فيتنامية فى التظاهرات الاقتصادية الدولية التي نظمتها الجزائر فى إطار انفتاح اقتصادها على السوق العالمية. كما أبرمت عدة اتفاقات إطار للتعاون سواء فى مجال الصحة والري والزراعة والتعليم بين البلدين اللذان يعملان على إدماج اقتصادهما ضمن الشمولية. وتطبق دولة الفيتنام حاليا، على غرار الجزائر، إصلاحات اقتصادية عميقة، حيث بدأت الزراعة والصناعة تعرف تطورا، إلى جانب بروز قدرات سياحية كبيرة، لا سيما من خلال جلب المستثمرين الأجانب. وقد ازدادت الروابط بين البلدين عمقا واكتست بعدا استراتيجيا بعد الزيارة التي قام بها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى جمهورية فيتنام خلال شهر أكتوبر 2000، حيث تدعمت علاقات التعاون الاقتصادي والتجاري.