"قف" للمعلم، لا نقصد بها البيت الشهير "قف للمعلم وفه التبجيل ... كاد المعلم اأن يكون رسولا"، وإنما نقصد بها "ستوب" يعني "ستوب" للمعلم، وربما الشاعر عن حسن نية كان يقصد بهذا البيت، هموم المعلم وحكايته مع "ستوب" كل صباح ومساء، بعد إلغاء امتيازات "الماروتي" التي حصل عليها المعلمون قبل أن توقف قروض الاستهلاك. والبيت الشعري عموما لم يكن فيه خطأ لفظي، حتى ولو غيرنا المعنى، سيظل على حاله "قف" للمعلم، ستظل سارية لكل زمان ومكان، لأن "قف" القديمة كانت تعني الوقوف احتراما وتبجيلا. أما اليوم، فتعني بها إشارة المرور المعروفة، يعني المقصود بها للسيارات أن تقف لأي رجل "يتمزأر" (نسبة للمئزر) بالبياض وينتعل حذاء ممزقا من الأسفل ويحمل محفظة تحت إبطه فيها أوراق مبللة بماء المطر وفيها ألف رقعة ورقعة، من كثرة خياطتها، ربما هي محفظة من الزمن المنسي، والمعلم أو المربي وصل به الهوان اليوم للدرجة التي لا يتصورها أحد، ونحن هنا لا نقصد بالهوان الحالة المادية، لأن الذي ينشد ويقدم العلم لغيره لا يجب أن يكون تفكيره ماديا فقط، ولكن للحال الذي صار يعامل به حتى من التلاميذ أكثر من غريب وشاذ، فصفعة يوجهها المعلم لتلميذه يحاسب عليها أمام العدالة، وحجرة في آخر السنة تشج رأس مربي الأجيال تقيّد ضد مجهول، ولا علينا إن حدثت فهي مشاغبة تلاميذ ليس إلا. فمتى نقف للمعلم الحقيقي ونوفيه التبجيلا، ولا يهم بعدها إن لم تتوقف له سيارات "الكلونديستان" حين يلوح لها في القرى النائية ب "الستوب"؟